مراسلون 24 – و.م.ع
تقدم مدينة المهن والكفاءات الرباط سلا القنيطرة التي أشرف على تدشينها الملك محمد السادس، يوم أمس الثلاثاء بمدينة تامسنا، عرضا تكوينيا متنوعا وموجها نحو المهن الجديدة.
ويغطي عرض التكوين لمدينة المهن والكفاءات الرباط سلا القنيطرة 8 قطاعات مهن، منها 4 جديدة، تم اختيارها لملاءمة خصوصيات النسيج الاقتصادي الجهوي؛ وهي قطاعات “الرقمنة والذكاء الاصطناعي”، و”الصحة”، و”الفلاحة”، و”السياحة والفندقة”، و”التجارة والتسيير”، و”الصناعة”، و”الصناعة الغذائية”، و”خدمات الأشخاص”.
وجرى إعداد جميع برامج التكوين لمدينة المهن والكفاءات الرباط سلا -القنيطرة تبعا للنموذج البيداغوجي الجديد لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، الذي يدعو إلى تطوير الكفاءات المهنية والذاتية، مع جعل المتدرب الفاعل الرئيسي في عملية التعلم؛ وذلك عبر تنويع أنماط التكوين مع إدماج طرق بيداغوجية جديدة (تشاركية وأكثر تفاعلية)، تعزز حس المبادرة وتحرير الطاقات لدى المتدرب.
وتعتبر مدينة المهن والكفاءات نفسها، التي تشكل ثمرة مقاربة مشتركة عبأت الذكاء الجماعي لكافة الفاعلين في منظومة التكوين المهني (وزارات، الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مهنيون…)، الرابعة من نوعها التي تفتح أبوابها لاستقبال الشباب في طور التكوين، بعد مدن المهن والكفاءات لسوس – ماسة والشرق والعيون – الساقية الحمراء.
وتأتي مدينة المهن والكفاءات الرباط سلا القنيطرة، التي تم تشييدها فوق قطعة أرضية تبلغ مساحتها 10 هكتارات، لإغناء وتعزيز آلية التكوين الخاصة بالمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل بالجهة؛ وذلك بفضل قدرة استقبال سنوية تبلغ 3560 مقعدا بيداغوجيا. وترتفع هذه القدرة إلى 4560 مقعدا مع زيادة الفرعين الملحقين بمدينة المهن والكفاءات، ويتعلق الأمر بمعهد التكوين في مهن الصحة بالرباط (في طور الإنجاز ويوفر 560 مقعدا بيداغوجيا في السنة)، ومعهد التكوين في مهن الصناعة الغذائية بالقنيطرة (تم إنجازه مع قدرة استقبال تبلغ 440 متدربا في السنة).
وارتباطا ببيئة التكوين، تم تزويد مدينة المهن والكفاءات الرباط سلا القنيطرة ببنيات تحتية عصرية تشجع الشباب المتدربين على تعلم المهن وتطوير كفاءاتهم وازدهارهم. وتتمحور هذه البنيات التحتية حول ثلاثة مكونات أساسية، تتمثل في البنيات المشتركة والأقطاب القطاعية والفضاءات المعيشية.
وتضم البنيات المشتركة، التي تقدم باقة من الخدمات الشاملة لصالح متدربي مدن المهن والكفاءات، فضاء للعرض، ومركزا للغات والكفاءات الذاتية، ومركزا للتوجيه المهني، وفضاءات الابتكار (فضاء العمل الجماعي، ومختبر التطوير، والمصنع الرقمي)، وحاضنة، ومكتبة وسائطية، واستوديو الدورات التكوينية المفتوحة على الأنترنيت MOOC، ومركزا للندوات.
من جهة أخرى، تشتمل مدينة المهن والكفاءات على 6 أقطاب قطاعية مخصصة لاكتساب الكفاءات المهنية، مع 6 منصات تطبيقية مدمجة تحاكي الواقع المهني الذي يوافقها؛ لتمكين المتدربين من خوض تجربة تكوينية مهنية حقيقية طيلة مدة التكوين.
ومن هذه الأقطاب الستة قطب “الصناعة”، المصمم في شكل مصنع بيداغوجي، يوفر للمتدرب إمكانية الاحتكاك مع عشرة تخصصات مختلفة تتعلق بمهن الجودة والصحة والسلامة والبيئة والهندسة الصناعية والكهربائية والميكانيكية وكذا مهن السيارات. ويحتوي هذا القطب أيضا على سلسلة بيداغوجية مصغرة لتصنيع محطات الشحن للسيارات الكهربائية، وهي منصة تطبيق من الحجم الحقيقي تسهر على تسيير إنتاجها وصيانتها فرق متعددة التخصصات ومتدربون ينتمون إلى مختلف تخصصات الأقطاب.
وتشتمل مدينة المهن والكفاءات على قطب “السياحة والفندقة” المزود بفندق ومطعم بيداغوجي من أجل إعداد حقيقي وملائم لظروف ممارسة المهنة؛ وعلى قطب “الفلاحة” مع مزرعة بيداغوجية؛ وقطب “التجارة والتسيير” الذي يحتوي على مقاولة افتراضية للمحاكاة؛ وقطب “خدمات الأشخاص” المرفق بحضانة ومنزل بيداغوجي؛ وعلى قطب الرقمية والذكاء الاصطناعي.
كما تتوفر مدينة المهن والكفاءات على فضاءات للحياة واللقاء من أجل النهوض بقيم العيش المشترك. ويضم هذا الفضاء دار المتدربين بطاقة استيعابية تبلغ 700 سرير، وملاعب تغطي عددا من الأنواع الرياضية (كرة القدم، كرة السلة، الكرة الطائرة، وكرة اليد)، ومقصفا، ومأوى، ومجموعة من الفضاءات المخصصة للقاءات.
وتجسد مدينة المهن والكفاءات العناية الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس للشباب وازدهارهم، وإرادته الراسخة في توفير بنيات تحتية ومؤسسات تكوين من الجيل الجديد تحفز تشغيل هذه الفئة من المجتمع وتعزز تنافسية المقاولات.