من شفشاون هناء الزروالي تمزج بين سحر مدينتها وجمال المنتوج المحلي لمستحضرات التجميل والعطور

هشام العصادي

هنا بمدينة شفشاون المغربية الساحرة إمتزج الجمال و سحر المكان وعبق الماضي بروعة الحاضر ليشكل خليطا متجانسا لما يسمى بالجذب السياحي .. وسط مدينة “شفشاون” التي أنشأها “مولاي علي بن موسى بن راشد إل العلمي” عام 1471م و المحاطة بالجبال من كل ناحية ووحدة اللون الأزرق لمنازلها التي تمنح المدينة تناسقًا لونيًا مميزًا بالإضافة إلى الإطلالات الطبيعية الساحرة سيجذبك التصميم الداخلي لهذه المدينة الفاتنة ، فيبدو أشبه بمتاهة، وهو ما يجذب السياح لحل لغز المتاهة المحاطة بالطبيعة والجبال من كل ناحية، وهو ما جذب أيضا مجموعة من الفنادق العالمية للافتتاح في هذه المدينة حيث كل هذا الجمال.

من ناحية أخرى، تستمد المدينة تميزها من التدفق الحضاري الذي تتسم به، إذ تشكل مزيجًا من الحضارتين العربية والإسبانية على مستوى اللغة والقيم والعمران إلا أن أغلب سكانها مسلمون.

في بداية رحلتك لمدينة شفشاون لابد لك من المرور بساحاتها ودروبها وزقاقها التي تعد القلب النابض للمدنية ومركز الحياة الاجتماعية والسياحية بها، حيث تعج بالحركة والحياة المفعمة بالحيوية طوال اليوم ما بين المطاعم والمقاهي والبائعين والمعالم السياحية والتاريخية فتجذبك طريقة بيع وعرض السلع لبعض المنتوجات التي إنفرد بها المكان حيث عرفنا من خلال زيارتنا للمدينة أن المرأة في شفشاون لا يقتصر دورها على أعمال المنزل وصباغة الجدران والأرض بل تتعداها إلى التجارة والبيع والشراء، فقد وجدناها حاضرة فاعلة تقف بزيها الشعبي الخاص تبيع وتشتري بمهارة تفوق مهارة الرجال ..من بين هذه المحلات الجميلة والمتفردة يوجد محل هناء الزروالي لبيع المنتوجات الطبيعية ووصفات التجميل المستوحاة من سحر المكان ، هذا المحل الغني بوصفات التجميل الطبيعية ومنتوجات الطبخ التقليدي، وكذلك بالثروات النباتية الطبية والعطرية حيث تجذبك رائحة وعطر المنتوجات المستوحاة من الطبيعة بمجرد أن تطأ قدماك زقاق المدينة العتيقة .

ويختص محل هناء الزروالي للمنتوجات الطبيعية ، في إنتاج وتوزيع منتجات تجميل طبيعية مائة في المائة، وخالية من المواد الكميائية، وهي مستحضرات برعت جداتنا في تحضيرها، فكان لها تأثير على جمالهن ونعومة بشرتهن وليونة شعرهن، خاصة أنهن اكتسبن، بدورهن، الخبرة من الأجداد فنقلنها للأحفاد”.

وأسست هناء الزروالي هذا المحل بعدما إستغنت عن مهنة تصفيف الشعر بهدف الحفاظ على هذا الموروث التقليدي ، إلى جانب محاربة كل المواد الكيميائية ، التي كانت “سببا في ظهور أمراض كثيرة في وقتنا الحالي، والتي لم يكن لها وجود في العهود السابقة، إضافة إلى الإقبال الكبير الذي يسجل حاليا من طرف العديد من المواطنين على كل ما هو طبيعي وبيولوجي .

واعتمدت هناء الزروالي على الخبرة المتوارثة عائليا ومحليّا ، إضافة إلى الخبرة في تحضير منتوجات طبيعية ووصفات طبيعية متوارثة من الأجداد، مكنتها من تأطير نفسها ذاتيا في مجال صناعة الكريمات الطبيعية والصابون والعطور .

وتهدف هناء الزروالي من خلال محلها الساحر بمدينة شفشاون لعرض المنتوجات الطبيعية ، إلى إحياء الموروث المحلى لوصفات التجميل المستوحاة من التقاليد العريقة، التي تتميز ببساطتها وفعاليتها، وتثمين النباتات الطبية والعطرية، وتصنيع وإنتاج وتسويق وصفات طبيعية لاستخدامها في التجميل، والطبخ، وتوفير المواد الأولية ووسائل العمل الضرورية لتقطير الأعشاب واستخلاص زيوتها الأساسية.