“مقامات” يسدل الستار على ملتقى الحكاية وفن القول ويضرب موعدا جديدا لتوقيعات كتب بمقر جمعية أبي رقراق

مراسلون 24 – متابعة
 
يوم عاشر من عمر مهرجان مقامات، ويوم ثالث من أيام ملتقى الحكاية وفن القول، المبرمج ضمن فقرات هذه التظاهرة الأدبية الفنية الكبرى، تجدد لقاء جمهور باب دار الصناعة مع حكواتيين من الرواد، وهما محمد باريس ومصطفى الخليلي، إلى جانب مشاركة وازنة للشعر من خلال الشاعر الزجال مصطفى ويسعدن، الذي قدم جديده الإبداعي الموسوم بـ “فين زمان العرصة؟”.

التزامن البهي مع احتفالات المغرب بالذكرى الـ 24 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه المنعمين، كان بمثابة لحظة وطنية عبّر من خلالها الحضور بضيوفه عن التشبث بأهداب العرش العلوي المجيد، وبالوحدة الترابية للمملكة، وغنوا “العيون عينيا” و”نداء الحسن” واهتز الجميع على إيقاع كلمات خالدة في ذاكرة ووجدان المغاربة قاطبة.

مستهل اللقاء كان بعزف النشيد الوطني، وترددت تلك الكلمات الأثيرة في فضاء باب دار الصناعة، ليمر بعد ذلك مقدم اللقاء الفنان حسن محمد الجندي إلى لحظات العرفان التي تبصم عليها جمعية أبي رقراق عند كل لقاء من لقاءات مقامات، وتوالت تكريمات المشاركين، محمد باريس ومصطفى الخليلي ومصطفى ويسعدن.

بين الحكاية التي غاص فيها محمد باريس، والمزج بين السرد والغناء الذي أبدع فيه مصطفى الخليلي والأشعار العميقة التي ألقاها مصطفى ويسعدن من ديوانه “فين زمان العرصة؟”، كان للحضور موعد مع الموسيقى وكالعادة أطرب عبد الإله حرة أحد حملة مشعل الأغنية الغيوانية، كما أصر مقامات على إبراز التنوع من خلال فرقة “طيور السودان” لموسيقى كناوة.
بالنسبة لمقامات فإن العرفان والاعتراف لا يكون بالشهادات فقط، بل بالإشراك وإحياء الذاكرة من خلال رواد أعطوا الكثير، ليعودوا إلى الساحة محملين بالمزيد من العطاء، وكانت التفاتة جميلة من إدارة المهرجان بإعادة الاعتبار إلى حكواتيين بصموا على حضور وزان طيلة مسيرتهم الفنية، وهم اليوم شيوخ هذا الفن ويتم تكريمهم بإعادة اكتشافهم.
حضور الزجل والشعر والأدب بشكل عام، يعتبر من ركائز مهرجان مقامات والذي يتمثل في توقيعات كتب شكلت طيلة أيام المادة الرئيسية لفقراته، وستتواصل مع أخرى في اليوم الموالي رقم 11.
باختصار تمكن المهرجان من ترجمة شعاره “ألوان التعبير وعراقة الأمكنة: التناغم… والتكامل”، والبرنامج مع الفضاءات المحتضنة للفقرات خير شاهد على ذلك.
اللقاء الأخير من ملتقى الحكاية وفن القول، تميز بحضور ضيف عربي وهو الباحث والكاتب أبو فهد من المملكة العربية السعودية، وتسلم شهادته عربون مودة وتقدير وشارك الحضور بهجة عيد العرش المجيد من خلال ترديد “نداء الحسن” و”العيون عينيا”.
النشاط الموازي الذي افتتح في الـ 25 من يوليوز ويختتم في الـ 31 من الشهر ذاته، والمتمثل في معرض تامغارت، واصل فعالياته بنجاح وبلغ سقف التألق اليوم الأحد 30 يوليوز بحضور حوالي 700 زائر، وهو رقم قياسي يضاف إلى جملة زواره مند افتتاحه والذي يقدر بـ 3000 زائر حجوا إلى رواق باب فاس واخذوا نصيبهم من متعة العين والروح من خلال تأمل ما قدمته جمعية إبداع للتنمية الاجتماعية وإحياء التراث اللامادي.
الموعد يتجدد الإثنين 31 يوليوز، بعودة مقامات إلى عرينه، المقر التقليدي لجمعية أبي رقراق، الذي سيحتضن توقيعات كتب لكل من محمد لوديي والدكتور عبد اللطيف البحراوي وعبد الإله بنهدار، كما سيكون الفضاء الذي سيسدل الستار فيه على الدورة 13 من المهرجان بالاحتفالية الصوفية الفنية الكبرى التي يترقبها الجميع، وتكريمات نخبة من المبدعين والفنانين وذلك يوم الأربعاء 2 غشت المقبل.
وبين توقيعات الكتب والاحتفالية الصوفية الفنية الكبرى في مقر جمعية أبي رقراق، سيعود مقامات إلى زاوية النساك يوم الثلاثاء فاتح غشت، مع لقاء علمي حول مظاهر الحياة الثقافية والاجتماعية في سلا في عهد المرينيين.