كتاب “مقامات القدس في للمسرح العربي” للناقد بن زيدان ضيفا على مهرجان مقامات بسلا.

مراسلون 24 – ع. عسول

في إطار فعاليات الدورة 12 لمهرجان مقامات الذي تنظمه جمعية أبي رقراق بسلا والذي يحتفي بالرباط عاصمة للثقافة الإسلامية والأفريقية؛ تمت استضافة  الناقد المغربي المقتدر الدكتور عبدالرحمان بن زيدان في لقاء مفتوح احتضنته الخزانة الصبيحية ؛ حول كتابه القيم والمتفرد ” مقامات القدس في المسرح العربي”.
وفي مداخلة له بالمناسبة ؛ أكد الدكتور بن زيدان أنه ألف العديد من الكتب عن التجارب المسرحية العربية ؛ كالمسرح في العراق؛ الكويت؛ الإمارات وغيرها من التجارب المسرحية؛  وكان الإختصاص هو النقد المسرحي بالمغرب.

و أضاف المتحدث، أنه في إطار تتبعه ومشاهدته كل سنة لأكثر من 120 مسرحية ؛ كرهان على ثقافة المشاهدة وملء الذاكرة بالعروض المسرحية العربية في تنوعها ؛ واختلافها وتباين الحساسيات التي تنطلق منها كل تجربة مسرحية؛ كالمهرجان الوطني للمسرح بالجزائر؛ مهرجان قرطاج تونس؛ مهرجان المسرح التجريبي بمصر ؛ المهرجانات المسرحية  التي تقام بالامارات  ؛ البحرين؛ قطر وغيرها ؛..تبين لي أن هناك مسرح صادم؛ وآخر يعطي متعة المشاهدة والترقي.

وسجل بن زيدان أنه بفعل معايشته لتجربة مسرح الهواة بالمغرب ؛ وجد أن صرخة هذا المسرح في تناول القضية الفلسطينية كانت بمثابة التزام بهذه القضية وبالقدس أساسا ؛ ترجمة لأولوية هذه القضية في وجدان المغرب ؛ حكومة وملكا ؛ وشعبا ومثقفين ، الذين يجعلون القدس وفلسطين ضمن أولوياتهم في التفكير  والإبداع و الدفاع عنها.

وقال الناقد المسرحي عبدالرحمان بن زيدان ؛ أن كل هذه المشاهد المسرحية بقيت تسكنه ؛ وبدأ الإهتمام يكبر وينضج ؛خصوصا من خلال تتبع العديد من المسرحيات في الوطن العربي التي تناولت القضية الفلسطينية و القدس.
فطرح السؤال على نفسه ” لماذا لا أجمع وأوثق ما أشاهد  في هذا الموضوع بالذات؟”.

وهكذا يضيف المتحدث “بدأت الكتابة منذ السبيعينات؛ أجمع الدراسات؛ والمقالات؛ ولما اكتمل العمل ؛ جمعتها في هذا الكتاب..  الذي بدأته بمقدمة طويلة ؛ وضحت فيها لماذا اختيار موضوع القدس في المسرح العربي؛ ثم بوبت الكتاب حسب التيمات التي تناولتها العديد من المسرحيات ..”

وذكر الدكتور بن زيدان ؛ بأن عنوان الكتاب يغني بمكره ؛ على ثلاث مستويات أو مقامات.

المستوى الأول ؛ كان لمقامات بصيغة الجمع ؛ حيث انطلق الكاتب من المكر الجميل في هذه المسرحيات ؛ وكانت المناهج الموظفة في الكتابة هي محاولة تلمس وجود المقامات كنوع أدبي عربي تبنته مجموعة من العروض المسرحية مستفيدة من أسلوب وطرق الكتابة عبر تسييسها بالمقامات كمقامات بديع الزمان الهمداني ومقامات الحريري؛ حيث تنتقل من السياق الثراثي لتدخل في السياق الدرامي المسرحي ؛ برؤيتها ومواضيعها الجريئة.حيث وجد الكاتب أن أغلب المسرحيات كانت تستفيد من هذه المقامات لتأثيث زمن الكتابة ؛ وهذا مثل إضافة نوعية للمسرح المثقف الملتزم بالقضية الفلسطينية .

المستوى الثاني كان هو المقامات الخاصة بالموسيقى؛ خصوصا العروض المسرحية السورية والعراقية والمصرية ؛ تتبنى المقامات الموسيقية لبناء الموسيقى المصاحبة  للكتابة الدرامية حول قضية القدس؛ حيث تعرف العراق وسوريا بالمقامات الحلبية ..التي تكسب جمالية خاصة عند توظيفها في العروض المسرحية ، وهو ما يتطلب البحث والتأمل ..

وتطرق المتدخل  في كتابه القيم لمستوى ثالث من المقامات؛ بعدما وجد أن هناك العديد من العروض المسرحية تبتعد عن المقامات الثراثية والموسيقية وتتبنى مقامات صوفية ؛ من خلال المكابدة والمعاناة والدخول في جذبة تجعل الممثل والعرض المسرحي يرتقي إلى المقام الصوفي.

وأشار الكاتب أن مجموع  هذه المقامات ؛ التي وقف عليها بالدرس والتحليل والتنقيب؛ هي التي دفعته لتأليف هذا الكتاب ؛ بمقاربات نقدية مختلفة وتحليل مختلف وتركيبات لهذه العروض.

واعتبر أن الكتاب هو بمثابة ذاكرة للتجربة المسرحية العربية التي تناولت قضية القدس ؛ ذاكرة بمفهومها  الحيوي الذي يخزن المعلومات والحالات؛ كمصدر  يمكن العودة إليه ؛ لمعرفة كيف  يفكر المسرحيون العرب في قضاياهم وبالخصوص قضية القدس ؛ مسجلا أن هذا الإنجاز هو الأول من نوعه من حيث تناوله لموضوع القدس ويتضمن أول  بيبليوغرافيا  حول العروض المسرحية العربية التي تناولت القدس وكان ذلك عملا يشبه  الحفريات حسب تعبير المؤلف والناقد المسرحي المقتدر عبدالرحمان بن زيدان .