بعض المسؤولين السياسيين بالمغرب ومفهوم المؤسسات.

مراسلون 24 – غيثة بدرون

في  خطابات مسؤولينا نجد انهم يتحدثون عن مؤسسات الدولة بكثير من المثالية و الوقار، ان سألنا مثلا السيد رئيس الحكومة عن رأيه في مؤسسات الحكامة بالمغرب فسيكون جوابه بكل يقين انها مؤسسات قراراتها و تقاريرها مبنية على الشفافية و المصداقية و الإستقلالية.

المؤسسات و ان كانت مستقلة بالمفهوم القانوني فصورتها تبقى قابلة للمناقشة على الأقل من جهة المواطن و كيف يراها، فالهبة التي تستمدها من ذلك الاستقلال لا يمكن ان تكتمل إلا بإحترام قراراتها التي يجب ان ينظبط لها الجميع و بدون استثناء .

و بين ما هو نظري و ما هو تطبيقي يُطرح السؤال، ماذا لو لم ينظبط السيد رئيس الحكومة و يتفاعل بالإيجاب المفروض مع تقرير مجلس المنافسة ( الذي أدانه)  المبني على الشفافية و المصداقية و الاستقلالية التي يتغنى بها في خطاباته ؟ ما هي الرسالة التي ستصل للمواطن؟

الجواب لا يخفى على أحد، بل أكثر من ذلك يمر المسؤول من وزير الى رئيس حكومة في تطبيع خطير مع ركن هكذا تقارير في الرفوف و عدم إعطائها القيمة القانونية و السياسية الواجبة .

المغرب يخطو خطوتين الى الأمام و تحدث مؤسسات مشرفة مستقلة و عندما تقوم بعملها بكل تجرد و حياد و تصوغ تقارير، التقارير لا يعتد بها  في فراغ قانوني مخيف  يمس  بتلك المؤسسات و يسائل جدواها؟  و بينما المغرب يخطو إلى الأمام بعض مسؤولينا لا يواكبون او لا يريدون ذلك في تعنت و غرور مفضوحين، حيث لا يعرفون عن المؤسسات و مفهومها سوى تعريفات كلاسيكية ملقنة أما ممارسة و واقعيا فهم يساهمون في صناعة تعريفات أخرى للمؤسسات غير تلك التي يؤمن بها المواطن أو على الأقل التي يأمل ان يراها في بلده…

غيثة بدرون
نائبة برلمانية سابقة
منتخبة و فاعلة سياسية و حقوقية