سلا تعيش على إيقاع تأهيل مدينتها العتيقة وتثمينها تحت إشراف ملكي

هشام العصادي – مراسلون 24

تعيش مدينة سلا حالياً على إيقاع تأهيل مدينتها العتيقة وتثمينها ، وذلك في سياق دينامية التنمية التي تعرفها المدن العتيقة في المملكة، وتدعيم جاذبيتها السياحية والثقافية، وإنعاش تراثها الحضاري والإنساني، فضلاً عن تحسين مداخيل الصناع التقليديين وتنمية الاقتصاد الاجتماعي.

في غضون ذلك، تقوم اللجان الخاصة والمصالح التقنية لعمالة سلا بقيادة عامل سلا السيد عمر التويمي بشكل يومي وفي إطار مواكبة ومتابعة اوراش المشاريع بمجموعة من الزيارات الميدانية للوقوف على سير هذه الأشغال و المشاريع المنجزة في إطار برامج إعادة تأهيل المدينة العتيقة لمدينة سلا وتثمينها .

وتنسجم هذه المشاريع مع رؤية صاحب الجلالة الرامية إلى المحافظة على التراث الوطني بجميع أشكاله التعبيرية وحمايته لفائدة الأجيال الصاعدة، وكذا في إطار الجهود المبذولة قصد النهوض بإشعاع حاضرة سلا التي شكلت عبر العصور نموذجاً للتعايش بين الحضارات والثّقافات، كما تترجم إرادة ملكية راسخة، لضمان تنمية مستدامة ومسؤولة لسياحة ذات جودة وقيمة مضافة بشرية وثقافية، وكذا تحسين جودة حياة الساكنة، والمحافظة على الطّابع الحضري والمعماري، وتثمين التراث المادي واللا مادي لهذه المدينة الضاربة في عمق التاريخ .

و في سياق الجولة التفقدية التي وقف عليها السيد العامل مرفوقا بلجان عمالة سلا ، زار السيد العامل رفقة الوفد المرافق له و في إطار نهج التّواصل وتحسيس العموم بالأهمية والقيمة التراثية للمشروع الملكي ، و من أجل الإطلاع على مختلف العمليات والمبادرات المنجزة منها والتي هي في طور الإنجاز، و من أجل التقيد بدفتر التحملات والمدة الزمنية المحددة للمشروع ثم الوقوف على المشروع المتعلق بمحور البنية التحتية وتحسين السير والجولان و الذي يهم على الخصوص تقوية وتحديث شبكتي الكهرباء والماء الصالح للشرب.

وبخصوص ترميم وتأهيل الموروث التاريخي، فقد ثم الاطلاع على محور ترميم وإضاءة الأسوار والحصون التاريخية وبرجي لمثمن ولمدور، بالإضافة إلى ترميم وإعادة تهئية الأبواب القديمة: باب معلقة، باب شعفة وباب سبتة، فضلا عن إعادة تأهيل عدة نافورات .

أما محور الخدمات الإجتماعية فقد ثم الاطلاع سير أشغال إخلاء بعض الفنادق وتحويلها إلى مراكز للخدمات الاجتماعية و تحويل البعض منها إلى مواقف للقرب وتهيئة المؤسسات التعليمية ومرافق رياضية، إلى جانب تحويل مدارس إلى مرافق اجتماعية وتهيئة بعض الفضاءات لعرض وبيع منتوجات الصناعة التقليدية.

والجدير بالذكر هنا أن هناك عدة مشاريع قد رأت النور ضمن مشروع إعادة تأهيل المدينة العتيقة منها على الخصوص بعض الدور الآيلة للسقوط وترميم بعض المآثر التاريخية منها دار القاضي وباب فاس وباب سبتة، كما تم تأهيل وترميم زاوية النساك وقصبة كناوة، و تأهيل قيسارية الخرازين وقيسارية التوب، و منها المشاريع قيد التهيئة و التأهيل كفنادق بنعاشر وتريبعة والقاعة و تحويلها إلى مرافق للقرب

ولعل الزائر لمدينة سلا ككل سيقف على حجم التغيير الكبير الذي هم مرافقها، معالمها وبنياتها الأساسية، لتنتقل بذلك إلى مرحلة جديدة عنوانها الأبرز هو “التجديد في إطار الحفاظ على الطابع الأصيل”، الأمر الذي أضحى محفزا حقيقيا للاقتصاد المحلي الذي سيعتمد حتما وبشكل أساسي على عائدات القطاع السياحي في المستقبل القريب وذلك بإشراك جميع فعاليات المجتمع المدني للإنخراط في هذه المرحلة التاريخية للمدينة .