بالصور .. فريق مراسلون 24 يقف على أشغال برنامج إعادة تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لسلا

هشام العصادي

لعل كل والج للمدينة العتيقة لسلا، من ساكن وزائر ، سيلاحظ هذه الأيام و في الآونة الأخيرة أن هناك حركية دؤوبة وورش مفتوح بسلا المدينة لم يتوقف رغم جائحة كورونا ، و أعمال ترميم وإعادة تهيئة العديد من الفضاءات المدرجة في إطار برنامج تأهيل سلا العتيقة وتثمينها في أفق سنة 2023.

ويهدف برنامج إعادة تأهيل و تثمين المدينة العتيقة ، الذي وقعت بشأنه اتفاقية – إطار في مراكش يوم 22 أكتوبر 2018، تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى صيانة الموروث التاريخي لمدينة سلا العتيقة، وإعادة تأهيل نسيجها العمراني، وتثمين تراثها المادي واللامادي، باعتبار المدينة العتيقة القلب النابض لحاضرة تشكل إلى ، جانب العاصمة الإدارية للمملكة ، قطب جهة الرباط – سلا – القنيطرة.
وجعلت هذه الاتفاقية – الإطار التي تشرك عددا من القطاعات الحكومية وهيئات محلية وبغلاف مالي يناهز 900 مليون درهم، من سلا ورشا يتم فيه تأهيل البنية التحتية وتحسين السير والجولان، وترميم وإعادة تأهيل التراث التاريخي، وتعزيز الولوج للخدمات الاجتماعية، وتقوية الجاذبية الاقتصادية والسياحية وربط ماضي المدينة بحاضرها .

ورغم توقف العديد من الورشات بشكل مؤقت بسبب جائحة كورونا أو تخلف موعد تسليمها إلا أنه قد لوحظ في الآونة الأخيرة أن حركية الأشغال و التسريع بوثيرة أشغالها قد عادت لنبضها المعتاد و بالوجه الذي تترجاه الساكنة و المجتمع المدني بالمدينة ككل الذي يعتبر شريكا أساسيا و منخرطا في العملية من خلال تتبع الاشغال ، عن كثب ، و مختلف الإنجازات في مناطق متفرقة من أحياء حاضرة سلا العريقة التي تعود نواتها الأولى الى القرن ال11 الميلادي خلال العهد الموحدي.

و قد رصدت أعين مراسلون 24 في الآونة الأخيرة تقدم الأشغال و العمليات الجارية وخاصة ترميم الأسوار، و القلاع التاريخية ، التي وشكت على الانتهاء ومنها أيضا الأسوار المحادية للبحر من جهة الأبراج ، وقوسي (باب المريسة) و(باب دار الصناعة) حيث يلاحظ أن المواد المستعملة في عملية الترميم ، من طين وجير ، حاولت قدر الإمكان أن تكون مطابقة للمواد الأصلية، مع توظيف تقنية جديدة خلال هذه الإصلاحات بإضافة الإسمنت المسلح عند أقدام الأسوار حفاظا عليها من التآكل والرطوبة وعوامل التعرية .

.

جولة طاقم مراسلون 24 سجل أيضا إعادة الاعتبار لمسار باب الخميس (باب فاس) وصولا إلى السويقة ثم السوق الكبير الذي أعطى جمالية وجذبا مؤقتا في إنتظار الانتهاء من اللمسات الأخيرة لها خاصة مع استعمال الخشب، حتى وإن كان العديد من التجار يشتكون من نوعية الخشب المستعمل في الأبواب .

جولتنا أيضا تنقلنا إلى القيسارية والخرازين والذين و بفضل الشكل الهندسي الذي أصبحا عليه أضحيا نموذجين يدعوان للتفاؤل بمستقبل مدينة عتيقة متجددة ومحافظة على طابعها الأصيل فضلا على ترميم جدران العديد من الأحياء العتيقة والمتآكلة بدءا بحي (الشلالين) مرورا بحي (بوطويل) وبمواد تعطي صلابة وتماسكا وكذا رونقا .

تأهيل المدينة العتيقة لسلا و المحافظة على تراثها وتسويق مؤهلاتها الحضارية والثقافية والتاريخية يأتي انسجاما والرؤية الملكية الرامية إلى العناية بالموروث الثقافي والتراث المعماري للمدن العتيقة عامة و حاضرة مدينة سلا التي تعد واحدة من أعرق مدن المملكة التي عاشت سنوات عصيبة و لازالت بسبب ترامي بعض المجالس المنتخبة الفاشلة التي تعاقبت على تسيير دفة شؤونها دونما نتائج تذكر على أرض الواقع وهي رسالة نتوجه من خلالها كمشرفين على الصفحة إلى أولئك الذين يتحسسون رؤوسهم و يفركون أصابعهم من الفاسدين عندما نتوجه إليهم بتساؤلاتنا عن إنجازاتهم التي حققوها لهذه المدينة على أرض الواقع أن يتركوا المدينة وشأنها بدل الخطابات المضللة و الكاذبة و الدفع بالكرة في مرمى من لم يصوت عليهم المواطن السلاوي من سلطات .