الرباط ..بنموسى يستعرض مستجدات الدخول المدرسي 2022 ـ 2023 في ندوة صحفية..توظيف 18 ألف أستاذ (ة) جديد وإطلاق برنامج وطني  للدعم التربوي.

مراسلون 24 – ع. عسول

تحت شعار ” مدرسة ذات جودة للجميع” ؛  عقد  شكيب بنموسى، وزير التربية  الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يومه الثلاثاء 6 شتنبر الجاري بالرباط ندوة صحفية مع وسائل الإعلام الوطنية خصصت للإعلان عن المستجدات الأساسية التي تميز الموسم الدراسي 2022 ـ 2023، في إطار الإصلاحات الرامية إلى تجويد المدرسة العمومية .

وتتوزع أهم مستجدات هذا النوسم الدراسي على ” تعزيز جودة نموذج التعليم الأولي؛ إرساء ثلاث أنشطة اعتيادية بجميع مؤسسات التعليم الابتدائي؛تهم القراءة باللغتين العربية والفرنسية، وانشطة الرياضيات والأنشطة الحركية. وإطلاق برنامج وطني مبتكر للدعم التربوي لمعالجة صعوبات التعلم الرئيسية في المستوى الابتدائي من خلال أنشطة ترفيهية.

كما سيتميز هذا الدخول المدرسي بتعزيز دور الجمعيات الرياضية المدرسية بالمؤسسات التعليمية وإدراج أنشطة جديدة خارج الزمن المدرسي في أيام الأربعاء أو السبت بجميع المؤسسات الثانوية” .

فبعد ظرفية استثنائية مرتبطة بتداعيات كوفيد 19، وعودة التلاميذ إلى تجديد صلتهم بالتعليم الحضوري وانتظام تعلماتهم داخل القسم، تحت إشراف مدرساتهم ومدرسيهم، أكد  شكيب بنموسى على التزام وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بضمان التعبئة الشاملة من أجل التحضير لهذه العودة ومرورها بشكل طبيعي وسلس، كما تلتزم بوضع الآليات اللازمة الكفيلة بتعويض واستدراك التأخير الذي حصل في المنظومة بسبب الأزمة الصحية، وتنزيل التدابير التي جاءت بها خارطة الطريق لضمان مدرسة ذات جودة للجميع، من خلال إعادة ربط السياسة التربوية بواقع الممارسة داخل المؤسسات والأقسام.

وحسب وزير التربية  فإن انطلاق الموسم الدراسي هذه السنة يندرج في سياق  تنزيل خارطة طريق جديدة، تم عرضها للنقاش والإغناء، خلال شهرين من المشاورات الوطنية. وهي العملية التي شارك فيها أكثر من 100000 شخص، بما في ذلك التلاميذ والأساتذة والأمهات والآباء بالإضافة إلى فعاليات المجتمع المدني والمواطنين، كما أطرها حوالي 6000 من المنشطين ومن أطر الوزارة. وقد أصبحت خارطة الطريق بعد إثرائها تشكل مسارًا مشتركًا حيث سيعلن عن نتائج وخلاصات هذه المشاورات في منتصف شهر شتنبر الجاري، علما بأن الهدف الأساسي الذي تسعى إليه خارطة الطريق من خلال ركائزها الثلاث التي ينبني عليها مستقبل أطفالنا تحظى بإجماع واسع.

وبناء عليه، يضيف الوزير؛  فإن هذا الموسم الدراسي الجديد يتطلب منا اتخاذ تدابير أساسية لإرساء دعائم الإصلاح الذي يهدف إلى إحداث التأثير الملموس الذي يصل مفعوله إلى التلميذ ويستهدفه بشكل مباشر ؛ الدعامة الأولى تتمثل في تحقيق التعليم الإلزامي عن طريق الحد من الهدر المدرسي، أما الثانية فتهم تحسين مستوى تعلمات التلاميذ حتى يتمكنوا من اكتساب المهارات الأساسية، عند نهاية المستوى الابتدائي. أما الثالثة فتهدف إلى تنمية التفتح لدى التلاميذ من خلال تعزيز روح المواطنة لديهم، وتنمية فضولهم المعرفي وثقافتهم العامة ومهاراتهم الإبداعية والتواصلية.

وتلتزم الوزارة باعتماد مبدأ الاختيار لكل تدابير السياسة التعليمية وتحديد أولوياتها وتقييمها بناء على قدرتها على المساهمة في تحقيق هذه الأهداف، لذلك فإن هذه السنة الدراسية الجديدة، ستتميز بالخصوصيات التالية:
ـ لضمان إلزامية التعليم سيتم استهداف التلاميذ في سن التمدرس من الذين لم يتم تسجيلهم أو إعادة تسجيلهم، بالموازاة مع قوافل التعليم غير النظامي، من أجل إعادة إدماجهم في المدارس.
ـ لتحسين مستوى التعلمات: سيتم التعزيز النوعي لنموذج التعليم الأولي من خلال إحداث ما يقرب من 5000 قسم جديد وتكوين مجموع المربيات البالغ عددهن 26000 من خلال تكوين أساسي لما يقرب من 8000 مربية ومرب جدد وتعزيز قدراتهم وتوسيع فرص التكوين المستمر لفائدة جميع المربيات والمربين الممارسين بالفعل.

وفي المستوى الابتدائي، سيتم إرساء ثلاث أنشطة اعتيادية بجميع الأقسام لدعم وتعزيز مستوى التعلمات: نشاط قرائي يومي مدته 10 دقائق في بداية حصص اللغة العربية والفرنسية، ونشاط في الرياضيات مدته 10 دقائق يوميا عند بداية كل حصة، ثم أخيراً ممارسة نشاط بدني من 15 إلى 30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع.

أما في المستوى الإعدادي، سيتم تطوير استخدام التكنولوجيا الرقمية لتدريس المواد العلمية من خلال توفير موارد رقمية جديدة وتكوين الأساتذة على استعمالها.
أيضا سيتم توظيف المزيد من الاساتذة هذه السنة (18.000 مقابل 15.000 السنة الماضية) يتم تكوينهم بشكل أفضل لمزاولة مهامهم داخل الفصل الدراسي؛ بالإضافة لتوظيف ألفين من أطر الدعم .
وستساهم هذه المجهودات المبذولة في مجال التوظيف في تقليل الاكتظاظ داخل الفصول الدراسية، كما سيتم تنزيل نموذج جديد للتكوين الأساسي للأساتذة مع تطوير الإجازة في التربية التي ستصبح هي الطريق الأمثل لولوج مهنة التدريس، بالإضافة إلى تعزيز التكوين المستمر من خلال تقوية تكوين إشهادي يركز على تحسين ممارسات التدريس داخل الفصول الدراسية.
كما سيتم إطلاق برنامج وطني للدعم التربوي  TARL يهدف إلى معالجة صعوبات التعلم الكبرى في المستوى الابتدائي.  

وسيتيح هذا البرنامج المبتكر معالجة التعثرات التي يعاني منها التلميذ في القراءة والحساب من خلال أنشطة ترفيهية ثبت علميا تأثيرها على التعلم.

كما سيتم في أفق سنة 2023، تكوين حوالي 6000 أستاذة وأستاذ على هذا البرنامج الذي سيستفيد منه أكثر من 100000 تلميذ.

وبخصوص تعزيز تفتح التلاميذ ؛سيتم في جميع المؤسسات الثانوية، اتخاذ إجراءات لضمان نشاط وفعالية جمعيات الرياضة المدرسية (التأطير من قبل الجامعات، وتوفير الموارد، وتنظيم الأنشطة خارج الزمن المدرسي في أيام الأربعاء أو السبت)، والتنسيق في استخدام البنية التحتية الرياضية.

يعتمد هذا المجهود الهام لتكوين وتأطير مواطني الغد على التزام وتفاني من قبل الأستاذات والأساتذة الذين يقومون بوظيفة نبيلة تجاه المصلحة العامة. وتعتزم الوزارة دعم وتشجيع وتعزيز جهود الجميع من أجل نجاح أطفالنا.

فبهذه الروح،يختم بنموسى  تم تدشين حوار اجتماعي مع النقابات المهنية الأكثر تمثيلية في قطاع التعليم، كما تم مد اليد للحوار مع الأساتذة أطر الأكاديميات لإشراكهم في بناء نظام أساسي موحد لنساء ورجال التعليم يتيح إعادة تقييم هذه المهنة النبيلة ويضمن للجميع شروط العمل اللازمة لنجاح الإصلاح، وستستمر هذه العملية خلال شهر شتنبر الجاري، مع طموح مشترك لإخراج هذا النظام الذي سيساهم في تحقيق الجودة المنشودة للمدرسة العمومية.