الذكاء التركي يسيطر على الاعلام العمومي المغربي و يجعل منه نافدة للترويج لبلده.

بقلم : عبد الواحد زيات *

تركيا تربح كثيرا من المغرب تربح بترويج أفلامها و اقتصادها و سياحتها من خلال مسلسلات تدخل إلى جميع بيوت المغاربة صباحا و مساء وليلا.

صارت قنواتنا المغربية وكأنها قنوات تركية وليست مغربية ، مسلسلات تبقى سنوات في اعتقاد من صناع القرار في الإعلام العمومي أنهم يقدمون خدمة للمشاهد المغربي ، والواقع أنه الخراب في ترسيخ  الثقافة التركية في عقلية وذهنية المغاربة ، و في ترسيخ ثقافة الاستهلاك المغربي للبضاعة التركية و الصناعة التركية.

ففي كل لقطة من المسلسلات يتم تسويق الكثير من الأماكن السياحية لبلد تركيا ؛ لتصبح  الرابح الأكبر من دون أن تدفع ثمن إعلان اشهاري لسياحتها أو اقتصادها أو ثقافتها لأن كل شيء يقدم في الاعلام العمومي بالمجان !
فيصير الإعلام العمومي هو من يدفع للشركات الإنتاجية للافلام و
المسلسلات التي صار المشاهد المغربي يتابع بتفاصيل الكثير من قصص الأفلام و يتأثر بها .

الحكومة و البرلمان و الإعلام العمومي المغربي يشتركون جميعا عن قصد أو عن غير قصد في منح دولة تركيا الكثير من الأرباح .

هل تركيا تقوم باقتناء انتاجات مغربية أفلام أو مسلسلات؟ ، هل الاعلام التركي فيه مساحة لترويج لثقافة المغربية و السياحة المغربية تكون نظير حجم الهدايا التي يمنحها المغرب لتركيا ؟.

إنه الغباء السياسي و “الكلاخ السياسي”  و العبث الاعلامي أن يصير الانتاج التركي مسيطر على مساحة كبيرة من الإعلام المغربي العمومي فيصير المشاهد المغرب يعيش الإغتراب في بلده ، وفي إعلامه العمومي ، هل تعتقدون أن استعمال اللهجة المغربية في إطار الدبلجة تصنعون انجازا؟ بل تساهمون أكثر في خلق هوة أكبر بين الثقافة التركية و المغربية وفي منح بلد تركيا الامتياز في تحقيق الأرباح على جميع الأصعدة .

نتساءل إذن ؛إن لم يكن الذكاء التركي قد استطاع أن يسيطر على الإعلام العمومي المغربي؟  و الذي  يدفع الثمن بالأموال ويدفع الثمن لأنه صار  والحالة هذه عبارة عن “ملحقة للإعلام التركي” !!؟ .

* فاعل جمعوي