مراسلون 24 – متابعة
توفي العلامة محمد بن الأمين بوخبزة، صباح اليوم الخمس، بمصحة النخيل بتطوان عن سن يناهز الـ88 عاما.
وستقام صلاة الجنازة على الشيخ رحمه الله يوم غد الجمعة 5 جمادى الثانية 1441هـ الموافق ل 31 يناير 2020م، بعد العصر، وسيدفن بمقبرة باب المقابر بمدينة تطوان،
وكان رحمه الله نقل في حالة صحية جد حرجة إلى مصحة النخيل بمدينة تطوان وأدخل قسم الإنعاش (العناية المركزة)، بعد وعكة صحية ألمت به.
والشيخ رحمه الله هو محدث المغرب أبو أويس محمد بن الأمين بوخبزة، ينتهي نسبه إلى الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، من مشاهير رجالات العلم ومن العلماء المشهود لهم بالإحاطة الواسعة بمحتويات خزائن الكتب العربية الإسلامية قديمها وحديثها، مخطوطها ومطبوعها.
ولد رحمه الله سنة 1932 بحي العيون بالمدينة العتيقة بتطوان، تلقى تعليمه الأولي بالمسيد، إلى أن أتم حفظ القرآن وعددا من كتب مختصرات الفقه المالكي ليلتحق إثرها بالمعهد الدين بذات المدينة حيث تتلمذ على يد كبار فقهاء المدينة في تلك الفترة.
ثم انتقل إلى مدينة فاس طلبا للعلم حيث تلقى دروسا داخل جامعة القرويين على يد خيرة علماء عصره .
وحصل رحمه الله على إجازة في رواية الحديث من طرف كبار علماء تلك الحقبة، كالمحدث الكبير، الشيخ “أحمد بن محمد ابن الصّدّيق التجكاني الغُماري الطنجي” حيث يقول العلامة بوخبزة رحمه الله: ”وكنت أعرفه من قبل، فأعجبت بسعة اطلاعه ورسوخ قدمه في علوم الحديث، فكاتبته وجالسته واستفدت منه علما جما، وأعطاني من وقته وكتبه ما كان يضِنّ به على الغير، وأجازني إجازة عامة بما تضمنه فهرسه الكبير والصغير، كما أجازني مشافهة كثير من العلماء من أشهرهم الشيخ “عبد الحي الكتاني” عند زيارته لتطوان واعتذر عن الكتابة ووعد بها فحالت دونها مواقفه السياسية، كما أجازني الشيخ “عبد الحفيظ الفاسي الفهري” مشافهة بمصيف مرتيل، والشيخ “الطاهر بن عاشور” بمنزله بتونس عام 1382هـ، واعتذر عن الكتابة بالمرض والضعف، وهذا الأخير من شيوخ شيخي ابن الصديق، ولم تكن لي عناية بالإجازات، والشيخ “أحمد بن الصديق” هو الذي أجازني ابتداء دون طلب مني”.
ويعتبر رحمه الله من النوادر في قوة الذاكرة وسرعة الحفظ، هو من مشاهير رجالات العلم والثقافة العربية الإسلامية في المملكة المغربية، ومن العلماء المشهود لهم بالإحاطة الواسعة بمحتويات خزائن الكتب العربية الإسلامية قديمها وحديثها، فرحمه الله رحمة واسعة، ونسأل الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان.
مشاركة