الرباط-عبدالإله عسول
نظمت كل من كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط ومؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم يومي الخميس والجمعة 26ة27 دجنبر الماضي، ندوة دولية في موضوع “البيئة والتنمية المستدامة ،أدوار جديدة وآفاق واعدة للعلوم الإجتماعية “.
وحسب برنامج المنظمين ،عرفت الندوة مشاركة عدد من الأساتذة الجامعيين والأكاديميين من داخل وخارج المغرب ، بالإضافة لوزيري التربية والتكوين والثقافة والشباب والرياضة ، ورئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي والبيئي،حيث سيتم تسليط الضوء على مجالي البيئة والتنمية المستدامة ومختلف التقاطعات والتكاملات بين المجالين وأهم الأسباب التي تعيق تطورهما .
ومما جاء في أرضية الندوة الدولية ” أنه تم تعريف التنمية المستدامة سنة 1987 من قبل اللجنة العالمية للبيئة والتنمية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة باعتبارها “تنمية تجيب عن حاجات الأجيال الحالية دون أن تمس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها”. وعادة ما تم تفكيك هذا المفهوم إلى أبعاد ثلاثة وهي: البعد الإقتصادي، الذي يقضي لزاما بالحفاظ على التنمية والنمو الإقتصاديين بغية تحسين مستوى عيش السكان، لاسيما في بلدان الجنوب؛ والبعد الإجتماعي، الذي يقضي بتقليص التفاوتات الإجتماعية، التزاما ومبدئي العدالة والإنصاف الاجتماعيين؛ ثم البعد البيئي، الذي يقوم على أساس الحفاظ على البيئة.”
وتتابع الأرضية ” أن مفهوم التنمية المستدامة قد ارتبط، في البداية، بإشكالية عامة تهم التغير المناخي، الذي يشهده كوكب الأرض، والتفاوتات التي تطبع سيرورات التنمية بين مختلف بلدان العالم، غير أنه سرعان ما اقترن بمجالات ترابية بعينها، فاتخذ، على إثر ذلك، دلالة جديدة (la territorialisation du développement durable). هكذا، وتحت ضغط الأسئلة المحلية، أصبح الإهتمام يتجه، أكثر فأكثر، إلى الكيفية التي يُدْمِجُ بها الترابُ رهاناتِ الإستدامةِ، في أبعادها الإيكولوجية والإقتصادية والإجتماعية، فَيَجْمَعُهَا إلى خصائصه الجغرافية ومتغيراته السوسيو-ديموغرافية، وبنية الأنشطة الإقتصادية التي تُهَيْكِلُهُ، وحالة الموارد الطبيعية التي يتوفر عليها، بل وتاريخه السياسي والثقافي”.
لقد نسج الخطاب الإيكولوجي خيوطه في حكاية كبرى، وصار إطارا لممارسة نقد جذري للمجتمع. وها هو، اليوم، يَعِدُ بإعادة إنتاج المجتمع وتوجيهه، ويفرض على جميع القطاعات أن تواجه مشاكلها الخاصة، وتجد لها حلولا متكيفة مع متطلبات الاستدامة البيئية. فمن التغذية إلى النقل، ومن آثار الانحباس الحراري إلى تربية الأطفال، ومن التوسع الصناعي إلى تفكك الرابط الاجتماعي، تتكهن النزعة الإيكولوجية أو البيئوية، على غرار جميع السرديات والخطابات المؤسِّسَة، بحدوث اختلالات كبرى في الوضع البشري، وتنذر، على هذا المستوى، بعواقب وخيمة.
و شمل برنامج الندوة الدولية على “اليوم الأول الخميس 26 دجنبر 2019،الصباح، استقبال الضيوف – الكلمات و مداخلتين افتتاحيتين لوران موكيلي (فرنسا) وستناي شامي(لبنان).بعد الزوال: المحور الأول: البيئة باعتبارها موضوعا للبحث في العلوم الإجتماعية: رهانات إبستيمولوجية وميتودولوجية.أما اليوم الثاني الجمعة 27 دجنبر 2019، فشهد الفترة الصباحية، المحور الثاني: سوسيولوجيا البيئة: مواضيع ومقاربات والفترة المسائية: النزعة الإيكولوجية: تجارب وممارسات بيئوية..