مراسلون 24
في موقف يعكس انزعاجها المتكرر من توسع الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، أعربت الجزائر، مساء الأحد، عن “أسفها” لدعم المملكة المتحدة للمقترح المغربي، مجددة بذلك تمسكها بخطاب متجاوز يُعيد إنتاج مواقفها التقليدية الداعمة للانفصال.
وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية أن الجزائر “أخذت علماً بالموقف الجديد للمملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء الغربية”، معربة عن أسفها لما وصفته بدعم لندن لمخطط الحكم الذاتي، في تجاهل للتطورات الجيوسياسية والدبلوماسية التي تُكرّس مشروعية المقاربة المغربية.
في استمرار لخطاب الرفض الممنهج لكل حلّ سلمي خارج أطر الوصاية على البوليساريو، زعم البيان الجزائري أن المقترح المغربي، المقدم منذ سنة 2007، “لم يتم عرضه على الصحراويين كأساس للتفاوض”، مدعيًا أن مبعوثي الأمم المتحدة “لم يتعاملوا معه بجدية”.
وتجاهل البيان أن المقترح المغربي يحظى بدعم واسع من قِبل المجتمع الدولي، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن المتتالية التي تشيد بجهود المغرب الجادة وذات المصداقية، بينما تواصل الجزائر الترويج لأطروحات متصلبة تعيق الحل السياسي المتوافق عليه.
البيان الجزائري اعتبر أن “الغاية من مخطط الحكم الذاتي لم تكن يوماً التأسيس لحل سياسي حقيقي”، بل هدفه – حسب تعبيره – هو “كسب الوقت وتعويد المجتمع الدولي على واقع الاحتلال”.
هذا الخطاب يعكس إصرار الجزائر على تصوير المغرب كطرف “محتل”، في تناقض صارخ مع القرارات الأممية التي لا تصنف المملكة بهذه الصيغة، وتُكرس المغرب كطرف فاعل في المسلسل السياسي الأممي، مقابل إصرار الجزائر على التنصل من مسؤوليتها المباشرة في افتعال واستدامة هذا النزاع الإقليمي.
موقف الجزائر يأتي في أعقاب انضمام المملكة المتحدة إلى قائمة طويلة من الدول الكبرى التي تدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية، من بينها الولايات المتحدة، إسبانيا، ألمانيا، وهولندا، ما يعكس اقتناعًا دوليًا متزايدًا بواقعية المقترح المغربي لحل هذا النزاع المفتعل.
ويُنظر إلى الرد الجزائري كرسالة سياسية موجهة بالأساس إلى الداخل الجزائري ودوائر البوليساريو، لتأكيد الاستمرار في نهج الرفض والعرقلة، بدل الانخراط في مسار سياسي واقعي يُنهي النزاع الذي طال لعقود على حساب معاناة ساكنة مخيمات تندوف.