مراسلون 24 – . عسول
استطاعت العديد من النساء المخرجات المغربيات من أعمار مختلفة البصم على مسار إبداعي متألق في مجال إخراج وكتابة سيناريو الأفلام القصيرة ، والذي شهد طفرة في الإنتاج وفي تنوع المواضيع والقضايا التي تتناولها ( على رأسها قضايا المرأة والطفولة..) وغالبا بإمكانيات ذاتية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر تألقت في مجال الأفلام القصيرة مخرجات كلينا أعريوس ( ابنة المرحوم محمد أعريوس السيناريست والناقد السينمائي المعروف) في فيلمها القصير الناجح ” سرداب الغضب” ؛ والمخرجة زينب تمورت بفيلمها ” رياض أحلامي ” وأيضا المخرجة والمنتجة دنيا عاشور بالفيلم القصير ” بوبيا” ؛ مخرجة الفيلم القصير ” خلف الجدار ” كريمة زبير و غيرها من أسماء المخرجات الرائدات في هذا المجال ؛ حيث نالت هذه الأفلام القصيرة العديد من التتويجات والجوائز والتنويهات في عدد من المهرجانات داخل وخارج الوطن وهو ما يسري أيضا على المخرجين السينمائيين للأفلام القصيرة.
وبقدر ما يحفز هذا النجاح في مجال إخراج الأفلام القصيرة ؛ المبدعات السينمائيات والمبدعين السينمائيين على المزيد من العطاء ؛ بقدر ما يحبطهم واقع الترويج والإهتمام الضعيف بأعمالهم التي يطال عددا منها النسيان و التهميش خارج فضاءات بعض المهرجان السينمائية التي يتم فيها انتقاء الأفلام المشاركة حسب التيمة والموضوع مما يقلص من مساحة المشاركة في وجه عدد من الإبداعات السينمائية.
وأمام هذا الوضع غير المشجع ؛ تعبر بعض المخرجات عبر بعض الاقتراحات عن تيسير الاهتمام بهذ الأفلام القصيرة وعرضها على الجمهور وخاصة تلك التي تحصل على الجوائز الأولى في المهرجانات الوطنية.
من خلال إقتناءها من طرف التلفزة الوطنية ؛ ادراجها ضمن ما يسمى ب “ليلة الفيلم القصير” كما تفعل arte TV مثلا؛ وأن يوليها الموزعون الاهتمام لعرضها في القاعات السينيمائية ؛ اقتناء تلك الأفلام التي تهتم بمعالجة قضايا اجتماعية و انسانية أو وطنية من طرف بعض القطاعات الحكومية كوزارة التعليم لتدرج كأداة من أدوات التوعية والتحسيس والتكوين؛ أيضا بعرضها كنشاط ثقافي بالساحات الكبرى لتقريب الثقافة ممن لا سبيل لهم الى دور الثقافة والقاعات السينمائية ؛ مما من شأنه تشجيع المبدعين و المبدعات الذين أنتجوا من مالهم الخاص أول أعمالهم، على المزيد من الإبداع خاصة وأن الفيلم المغربي القصير استطاع بجدارة تمثيل السينما المغربية في العديد من المحافل الدولية شرقا وغربا خلال السنوات الأخيرة.