مراسلون 24 – هشام العصادي

أزبال و أتربة و حطام الأرصفة ، ومتلاشيات تزحف ، رويدا رويدا، على فضائها، مشردون جعلوها ملاذا آمنا لهم بالليل والنهار؛ ذلك هو حال حديقة مولاي عبد الله بسلا بمنطقة حي السلام بسلا .

الحديقة يعتريها الإهمال، ما أثار استياء ساكنة حي السلام التي لاتزال أجيالها تشهد حقبة ازدهار و جمالية هذا المكان في العقود الماضية ، إذ شكلت متنفسها الوحيد منذ سنوات، كما عبرت عن ذلك لصفحة سلا مدينتي ، إحدى ربات البيوت المجاورة لهذه الحديقة، والتي قالت إن تحول مساحة مهمة منها إلى فضاء للازبال و المتلاشيات و البنية التحتية المهترئة حرم الكثيرين من الاستفادة من هذا الفضاء الأخضر .

متحدثة أخرى لجريدة مراسلون 24 عبرت عن امتعاضها الشديد مما لحق حديقة مولاي عبد الله بسلا من إهمال، مضيفة أن النساء والأطفال أصبح يكتنفهم الخوف من ولوج ما تبقى من هذه الحديقة، خصوصا بعد أذان المغرب، بسب الظلام الدامس الذي يغطي أرجاءها ، واختيارها من طرف المشردين مكانا مفضلا.

مالكة إحدى صالونات الحلاقة المجاورة للحديقة عبرت بدورها عن غضبها و قلقها وأضافت : نكتفي بمشاهدة هذه الحديقة من محلاتنا ونوافذنا ومن بعيد، متأسفين لحالها. لقد كانت تشكل ملتقى لنساء الحي وفضاء للتعارف في ما بينهن، ومكانا آمنا للعب الصغار الذين أصبح محكوما عليهم البقاء داخل البيوت؛ لما أصاب المكان من إهمال و تهميش وعدم إكتراث الجهات المنتخبة .

أغلب من استطلعت جريدة مراسلون 24 آراءهم حملوا مأساة وواقع حديقة مولاي عبد الله عما طالها ويطالها من إهمال لمجلس جماعة سلا ، الذي لم يتمكن من إعادة الاعتبار لها .