مراسلون 24 – متابعة
في شأن موقف المكتب التنفيذي مما سمي ب “ندوة وطنية”، يعتزم “الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية” تنظيمها يوم السبت 25 فبراير 2023 بمدينة المحمدية، في موضوع “أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم والحاجة إليه، في ظل تدخل فاعلين آخرين ومؤسسات رسمية في تدبير الشأن الثقافي”.
عمل اتحاد كتاب المغرب، منذ إجهاض مؤتمره العام العادي بطنجة، في شهر يونيو 2018، على الصمود في وجه كافة المؤامرات التي سعت إلى إلغائه من الساحة الثقافية الوطنية والعربية، بعدما فشلت تلك المؤامرات في تدجينه واستعماله لخدمة أجندات ومصالح سياسوية وانتهازية، تتنافى مع مبادئه وأهدافه، ومع القيم الثقافية النبيلة التي تأسس من أجل الدفاع عنها.
ورغم الصعوبات التي واجهها عمل اتحاد كتاب المغرب، بعد مؤتمر طنجة، حرصت أجهزته الشرعية، لاسيما المكتب التنفيذي واللجنة التحضيرية المنتدبة من مؤتمر طنجة، على مواصلة عملها، في ظل ظروف صعبة، لتفعيل قرار مؤتمر طنجة القاضي بعقد مؤتمر وطني استثنائي. وبعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدتها اللجنة التحضرية، والتواصل مع بعض الجهات الداعمة، ممثلة في وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية جهة العيون الساقية الحمراء، وبعد توفير كافة الوسائل والشروط المادية واللوجستية والأدبية، فقد تم الإعلان عن عقد المؤتمر الوطني الاستثنائي، بتاريخ 25 -26 -27 يناير 2023، بمدينة العيون، حاضرة أقاليمنا الصحراوية الجنوبية العزيزة، ولأول مرة في تاريخ الاتحاد، وذلك تحت شعار “جبهة ثقافية لنصرة قضية الصحراء المغربية”.
وفي الوقت الذي كان فيه اتحاد كتاب المغرب، قد اتخذ مختلف الإجراءات وكافة الترتيبات اللازمة لعقد مؤتمره في أحسن الظروف، بما في ذلك حجز تذاكر السفر، ومباشرة أشغال الطباعة والنشر، والإيواء والتغذية، والتنقل الداخلي لفائدة المؤتمرات والمؤتمرين، الذين أكدوا حضورهم بشكل واسع ومكثف، للمشاركة في هذا الاستحقاق التنظيمي الوطني الهام، وغيرها من الأنشطة التنظيمية والاحتفالية الموازية، وفي مقدمتها تأسيس جبهة ثقافية وطنية لنصرة قضية الصحراء المغربية، وإطلاق نداء الكتاب والمثقفين المغاربة حول العالم حول الصحراء المغربية، وإصدار عدد ممتاز من مجلة (آفاق) عن “الثقافة الحسانية”، وغيرها من الفقرات والأنشطة الموازية للمؤتمر، بما يليق بفعالية وطنية وثقافية وتنظيمية كبرى، في هذا الوقت، تبين أن ثمة مستجدات فرضت تأجيل المؤتمر، لاسيما في ظل الهجوم الإعلامي السافر الذي ما فتئ يتعرض له الاتحاد، من قبل أحد المنابر الإعلامية الحزبية، والتي بدا أنها لم تستسغ أن ينظم المؤتمر بمدينة العيون، واتهمت أجهزة الاتحاد الشرعية ب “تهريبه وتصديره إلى مدينة العيون”، وكأن العيون ليست جزءا لا يتجزأ من وطننا العزيز.
إن المكتب التنفيذي، وهو يذكر بهذه المحطات الشرعية والديموقراطية الأساسية التي عرفها التحضير للمؤتمر الاستثنائي، يعبر عن استغرابه الشديد من اعتزام “الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي”، الناطقة باسم “حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، تنظيم “ندوة وطنية”، في موضوع “أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم والحاجة إليه، في ظل تدخل فاعلين آخرين ومؤسسات رسمية في تدبير الشأن الثقافي”، وذلك في الوقت الذي لم يعبر فيه هذا المنبر الإعلامي عن أي دعم معنوي لمؤتمر الاتحاد الذي كان مزمعا تنظيمه بمدينة العيون، والذي كان سيشكل الفضاء الديمقراطي الأرحب للتعبير عن إرادة المؤتمرات والمؤتمرين، بمثل ما كان سيطرح فعليا “سؤال الحاجة إلى اتحاد كتاب المغرب” بشكل ديمقراطي، ويحاول أن يجيب عليه، وعلى مستقبل الاتحاد، من خلال استثمار حكمة كافة أعضائه وذكائهم وأفكارهم وخبراتهم التنظيمية، في وقت كان فيه الاتحاد في أمس الحاجة لمبادرات داعمة وناصحة ومنتقدة، بل وحتى معارضة، شريطة الالتزام باحترام إرادة الأعضاء، وحقهم المشروع في تقرير مصير منظمتهم وحريتهم في النقد والاختلاف والاختيار، وأيضا في التفكير في مستقبلها ومآلها، بعيدا عن كل أشكال الوصاية والتحكم.
وعليه، فإن “ندوة المحمدية” تكشف عن أهدافها الخفية والمضمرة حتى قبل تنظيمها. لاسيما بعد تشبث أجهزة الاتحاد الشرعية بالعمل والاشتغال والتفكير، خارج أية وصاية سياسية أو حزبية، وبمنأى عن تسخير الحضور الثقافي للاتحاد لخدمة أجندات ومصالح انتهازية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة من يرغبون في التحكم في الاتحاد، فتراهم تارة يهرولون نحو المحاكم للتشكيك في شرعية أجهزة الاتحاد، غير أن القضاء قال كلمته الفصل بانتصاره للشرعية استنادا إلى قوانين الاتحاد، وتارة أخرى بواسطة الافتراءات والمغالطات والمناورات والتهجمات الإعلامية، وافتعال تنظيم ندوات مفبركة وموجَّهَة. وكل هذا، فقط من أجل استبدال المسار الشرعي لعمل الاتحاد بطرق غير شرعية، وغير ديمقراطية، أثبتت فشلها الذريع في كل المحطات التنظيمية التي مر بها اتحاد كتاب المغرب منذ تأسيسه.
وإذ يتقدم اتحاد كتاب المغرب بهذا التوضيح لتنوير كافة أعضائه والرأي العام الوطني بحقيقة ما يطبخ ويحاك ضد هذه المنظمة العتيدة، فإنه يدعو أعضاءه إلى الالتفاف حول منظمتهم والدفاع عنها، بما يمكنها من كسب رهاناتها الثقافية والتنظيمية، طبقا لقوانين الاتحاد، لاسيما عقد المؤتمر الوطني الاستثنائي، وصون مكتسباتها التاريخية، وتحصين “المركب الثقافي والرياضي لاتحاد كتاب المغرب – دار الفكر” بالرباط، ضد كل من يمهد الطريق للتحكم في مصير الاتحاد، ويجعل منه مطية للانتفاع ولتحقيق مصالح وأطماع شخصية ومآرب حزبية وسياسوية.
الرباط: 24 فبراير 2023
المكتب التنفيذي