مراسلون 24
على بعد أيام معدودات من عيد الأضحى المبارك مازال الإقبال على اقتناء الأضاحي محتشما جدا، لأنه يبقى مطبوعا بالتردد من جانب المشترين بسبب غلاء أسعار الماشية من جهة، والأمل في تراجع الأثمان خلال الأيام القادمة مع ارتفاع العرض من جهة أخرى.
فمن خلال جولة استطلاعية تم الوقوف على وضعية الأسواق بجهة الدار البيضاء – سطات، وشملت عددا من مربي الأغنام بضيعات تربية المواشي، والدكاكين التي تم حجزها بهذه المناسبة لبيع الماشية المتوافدة من مختلف أقاليم المملكة.
والملاحظ، من خلال الحديث مع عدد من المهنيين والمواطنين، أن معظم الراغبين في إحياء الشعيرة الدينية لعيد الأضحى يواجهون حاليا صعوبات بشأن اقتناء الأضاحي، وذلك بسبب التصاعد الصاروخي في الأثمان بشكل لافت للنظر، إلى درجة أن ملامح العيد وأنشطته المعتادة لم تعد – في نظرهم – بادية إلا في بعض المناطق المعزولة.
هذا ما أكده، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ميلود غيور، أحد “الكسابة” بمنطقة بني يخلف التابعة لعمالة المحمدية، قائلا إن ثمن الكبش ارتفع هذه السنة بزيادة قدرت بنحو 1500 درهم عن المعتاد.
وعزا غيور الأمر أساسا إلى تراجع التساقطات المطرية والجفاف في السنتين الأخيرتين، ما ساهم في تراجع أعداد الأغنام الموجهة لهذه المناسبة الدينية.
وفي هذا الصدد، أشار “الكساب” ذاته، الذي يمارس مهنة تربية الماشية لما يزيد عن عقدين من الزمن، أنه اضطر هذه السنة إلى تخفيض رؤوس قطيعه إلى 400 رأس بدلا من 600 رأس في السنة الفارطة للحفاظ على الجودة، مبرزا أن سعر الخروف ارتفع بحوالي 50 إلى 80 في المائة بالمقارنة مع السنة الماضية.
وأشار المتحدث إلى أن من بين “الكسابة” من جازف وخاض المغامرة، متحملا بذلك التكاليف المطلوبة لتربية وتسمين الماشية، ما انعكس على ثمن الخروف، أخذا بعين الاعتبار الجودة وطبيعة الأعلاف، التي يفضل أن تكون طبيعية، من قبيل النخالة والشعير والذرة و”الجلبانة” و”الفيلية”.
وبالنظر إلى تراجع أعداد رؤوس الأضاحي، يرى البعض أن اللجوء إلى الاستيراد كان هو الحل لتغطية الخصاص، خاصة بالأغنام القادمة من إسبانيا، التي تجد طريقها للبيع في السوق المغربية، متوقعين اعتماد أثمان معقولة تراعي القدرة الشرائية لمختلف الزبائن.
وحسب المديرية الجهوية للفلاحة بالدار البيضاء – سطات فقد عرفت الجهة خلال الموسم الفلاحي الحالي تراجعا طفيفا من حيث عدد رؤوس الماشية الموجهة لعيد الأضحى، وذلك جراء التغيرات المناخية وارتفاع سعر الأعلاف المركبة الناجم عن النزاع القائم بين أوكرانيا وروسيا، الذي حد من عملية استيراد الحبوب.
ورغم هذه الإكراهات فقد عمدت الجهة، التي تتوفر حاليا على ضيعات لتسمين 70 في المائة من مواشيها، إلى إعداد نحو مليون رأس من الماشية الموجهة للذبح في هذه المناسبة الدينية، وذلك من أصل 2،2 مليون رأس من الماشية التي تتوفر عليها.
ولتأمين جودة القطعان وصحتها، بادرت المديرية بمعية المكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية (أونسا)، وباقي الأطراف المعنية، إلى تكثيف الجهود من أجل مراعاة ظروف تربيتها وتسمينها، إذ تم إخضاعها لعملية الترقيم للمصادقة على سلامتها من الأمراض، وإمكانية توجيهها للذبح خلال عيد الأضحى، الذي يصادف تاريخه اليوم العاشر من ذي الحجة.