قبل أن تصبح هواوي شركة عملاقة في معدات الاتصالات، كان مؤسسها “رن تشانغ فاي” Ren Zhengfei جزءاً من طاقم عسكري صيني تم إرساله إلى شمال شرق الصين المتجمد، في مهمة لبناء مصنع للألياف الاصطناعية لنسج الملابس.
وبحسب ما رواه رن لصحيفة “بريد جنوب الصين الصباحية”، فإنه التحق بالجيش الصيني أيام ما كان يعرف بـ”الثورة الثقافية في الصين”، التي قال عنها: “وقتها كانت الفوضى في كل مكان تقريباً، بما في ذلك في مجالي الزراعة والصناعة”.
وأضاف الرجل الذي يبلغ الـ75 من العمر: “البلاد في تلك السنين، كانت تواجه أوقاتاً صعبة للغاية. وقد انعكست هذه الصعوبات في وجبات الناس وثيابهم”.
وبالنسبة لشح الملابس، كان يُخصص لكل مواطن صيني ثلث قطعة القماش التي من المفترض أن تغطي جسده، وبحسب رن: “هذا كان يكفي فقط لستر العورة”. وقد كشف رن أنه غالباً ما ارتدى في طفولته وصباه ملابس مرقعة.
في تلك الفترة كان الفقر غالباً على كل شيء تقريباً، ويرسم رن عن باكر حياته بمنطقة جبلية في مقاطعة قويتشو الأكثر فقراً في الصين، صورة تناقض بشكل صارخ مشهد الصين القوية والمزدهرة التي يتم طرحها اليوم.
الانضمام للجيش والحزب الشيوعي
في تلك الظروف انضم الشاب رن إلى السلك الهندسي لجيش التحرير الشعبي. وفي عام 1978 انضم رن للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، بمساعدة من مشرفه ومنظمات الحزب، بعد اختياره للمؤتمر الوطني للعلوم بالحزب، لاختراعه أداة مهمة تستخدم لاختبار المعدات المتطورة في مصنع الألياف الاصطناعية.