هشام العصادي
هي مجموعة متنوعة ومختلفة من الأنشطة التي اقترن وجودها باقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك ، هنا بسلا المدينة العتيقة حيث نصبت الخيام البلاستيكية أو البراريك الخشبية من طرف شباب الحي الذين اعتادوا على هذا النوع من الكسب وجلب الزبائن كلما اقتربت هذه المناسبة الدينية ذات الوقع الكبير على الطبقات الشعبية بالخصوص حيث يتفنن الشباب والأطفال على الخصوص عبر بيع بعض المواد والمتطلبات الضرورية لإحياء هذه المناسبة منها على سببل المثال لا الحصر : الفحم ، علف الأغنام ، السكاكين ، الشوايات بيع البصل ووسائل أخرى يتفنون في عرضها من قبيل الأدوات الفخارية والبلاستيكية .
الإحتفال بعيد الأضحى هنا وكباقي المدن المغربية لا يقتصر على إقتناء أضحية العيد بل يذهب إلى ضرورة توفير مستلزمات أخرى لا تقل أهمية حيث يتقنن عارضوها في عرضها لترقى لتطلعات الزبائن الموسموين من قبيل العِطارة وبيع التوابل ثم هناك حرف أخرى كشحذ السكاكين لتسهيل عملية النحر التي يتفرق مريدوها بين اختيار الطريقة التقليدية أي باستعمال الرحى التقليدية وهي صخرة ضخمة دائرية الشكل يتم تدويرها بطريقة يدوية عبر تحريك الرِّجل بشكل دائري وشخذ السكاكين في نفس الوقت عند دورانها مع صب القليل من المياه بين الفينة الأخرى ، في الجانب الآخر هناك من اختار الطريقة الحديثة للشحذ عبر استعمال الآلة العصرية لذلك التي تعتمد في دورانها على الكهرباء ..
كل حسب اختياره إذن ومتطلباته تعيش الأسواق هنا بمدينة سلا أجواءً غير اعتيادية حيث تنوعت الأنشطة واختلفت الحرف معلنة عن اعادة احياء العديد من التقاليد والمهن والعادات التي ينتظرها العديدون للإسترزاق منها وكسب قوتهم اليومي ومصدر عيش العديد من الأسر .
تبقى الإشارة هنا أنه وفضلاً على كل الأنشطة السالفة الذكر يبقى هناك نشاطين رهينين بحلول صباح يوم العيد وهما تشويط رؤوس الأغنام وما يتلو ذلك من تجميع للألواح الخشبية والحجارة لصناعة الكانون التقليدي لخروج اللهب وكذلك مهنة الجزارة حيث يرتدي نصف شباب المدينة وزرات بيضاء ملطخة بالدماء يجوبون بها الشوارع معلنين نهاية مهرجان المهن الموسمية التي تظهر في هكذا أعياد ومناسبات.