مراسلون 24 – ع. ع
سجل محمد آيت بوسلهام، رئيس ملتقى الاستثمار الخليجي المغربي والباحث في العلاقات المغربية الخليجية أنه “منذ توجيه الدعوة الخليجية إلى المغرب للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي عام 2011 إلى الآن تحققت الكثير من المكتسبات للجانبين، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتم إنشاء لجان مشتركة خليجية ـ مغربية في مختلف القطاعات لتفعيل التعاون الأمثل بين الجانبين. لكن لم يعد النقاش في الواقع مطروحا حول الإنضمام كامل العضوية، بل أصبح التركيز أساسا على الشراكة الخليجية المغربية”.
وأضاف بوسلهام في مداخلة له عن بعد في ندوة نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني بسلا يوم أمس الخميس حول موضوع (العلاقات المغربية الخليجية…شراكة استراتجية متعددة الجوانب)؛ “أن الشراكة المتقدمة المغربية الخليجية تكتسي أهمية بالغة من خلال تزايد الحاجة الماسة في العالم العربي إلى بناء التكتلات، التي من شأنها تعزيز التعاون العربي ـ العربي، وتجاوز حالة الانقسام والخلافات العربية ـ العربية”.
منوها أن “الآمال ستظل معلقة على الشراكة المغربية الخليجية لتحقيق مزيد من التضامن والتنسيق السياسي، وإنشاء منطقة حرة مشتركة بين الجانبين، وإطلاق صناديق استثمارية مغربية خليجية”.
كما أبرز المتحدث ذاته أن “هذا التكتل سيساعد على الاستفادة من المزايا التي تتوفر لدى الطرفين الخليجي والمغربي، أخذا بعين الاعتبار اتفاقيات التبادل الحر التي وقعها الجانبان مع الدول الكبرى والتكتلات الإقليمية والدولية”.
واستطرد بوسلهام قائلا أن “التكتل الإقليمي الخليجي المغربي رغم البعد الجغرافي ستكون له انعكاسات إيجابية على التعاون الاقتصادي والتجاري العربي ـ العربي ..وأثبتت هذه الشراكة منذ إعطاء انطلاقتها عام 2011 نجاحاتها في عدة مجالات، منها على وجه الخصوص رفع مستوى الدعم السياسي للقضايا السياسية ذات الأولية للمغرب، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية”.
ومن الانعكاسات الاقتصادية لهذه الشراكة تقديم منحة خليجية للمغرب بـ5 مليارات دولار، بمساهمة أربع دول (الإمارات والسعودية وقطر والكويت)، لتمويل مشاريع إنمائية في المرحلة الأولى، بينما كان من المتوقع تقديم منحة مماثلة في المرحلة مازالت لم تر طريقها إلى الوجود؛ بالإضافة إلى إطلاق صناديق استثمارية، مثل إنشاء صندوق ‘وصال كابيتال’ عبر شراكة بين مؤسسات تابعة للصناديق السيادية في قطر والإمارات والكويت، فضلاً عن المغرب، بهدف استثمار ما بين 2.5 و4 مليارات دولار في مشاريع سياحية في أرجاء المملكة المغربية”..
آيت بوسلهام توقف أيضا عند التهديدات الإيرانية لدول المنطقة، إلى درجة جعلت المملكة المغربية تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، مشيرا إلى أن “المغرب تعامل بحزم مع اعتداءات ميليشيات الحوثيين ضد الأراضي الإماراتية والسعودية، واستنكر بشدة ما تعرضت له أبوظبي من اعتداءات باستعمال الطائرات المسيرة من طرف الحوثيين، وعبر عن تضامنه مع دولة الإمارات ووقوفه ضد هذه التهديدات وهذا ليس بغريب عن المغاربة الذين انضموا للقوات الخليجية في مواجهة الغزو العراقي، وشاركوا في قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن“.
يذكر أن الندوة التي نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني ؛ أدار أشغالها الإعلامي عبد الحق بلشكر مدير موقع “اليوم 24 وقدم لها أبوبكر الفقيه التطواني رئيس المؤسسة، وعرفت مشاركة كل من الأساتذة العربي الجعايدي، الباحث في مركز السياسات في مركز الجنوب الجديد، والموساوي الجعلاوي، الباحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط، وعبد الفتاح البلعمشي، أستاذ القانون الدولي .
حيث طرح الأساتذة الباحثون مقترحات في غاية الأهمية، بنوا فيها رؤيتهم لتلك العلاقة الاستراتيجية بين المغرب ودول الخليج العربي على عدة محاور مدققة، ومنها الدعوة إلى إنشاء معهد للدراسات المغربية الخليجية، وتغيير الصورة النمطية عبر وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإحداث أقسام في الوزارات والمؤسسات الاقتصادية المغربية تعنى بالشأن الخليجي، واعتماد اللغة الإنجليزية، إضافة إلى العربية، في المنشورات الاقتصادية والاستثمارية المغربية الموجهة إلى المستثمرين الخليجيين، مع الدعوة إلى توظيف شبكة العلاقات الدولية للدول الخليجية لصالح وحدة المغرب الترابية…
كما تضمنت المداخلات التقديمية للمشاركين عدة أفكار وقضايا تكتسي أهمية كبيرة في مسيرة علاقات المغرب مع دول الخليج… وهي أفكار تحتاج إلى الكثير من العناية والتفاعل والتداول، خصوصا في هذه الظرفية الدقيقة، التي تشهد مبادرات مغربية متنوعة ومتعددة تتغيى تدقيق العلاقات الدولية لمغرب اليوم، الذي ما عاد هو مغرب الأمس، في إطار التغيير في ظل استمرارية الثوابت المغربية بمبادئها الحضارية.