الباحث هشام حافظ:   المغرب بلور نموذجا للتعاون بين أفريقي وهذه رهانات نجاحه المستقبلية..

مراسلون 24 – ع. عسول

  استعرض  هشام حافظ الأستاذ الباحث بمعهد الدراسات الأفريقية ؛ركائز السياسة الأفريقية المغربية  ومكتسباتها خاصة خلال العقدين الأخيرين و التحديات المستقبلية التي سوف تواجهها الدبلوماسية المغربية داخل الإتحاد الإفريقي الذي يعرف اليوم دينامية كبيرة فيما يخص الإصلاحات المؤسساتية و الإقتصادية.

وبينت مداخلة  العارض  في ندوة حول موضوع ” المغرب وأفريقيا ” نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب بسلا؛ بينت المداخلة ؛ بوضوح أنه في إطار سياق دولي و إقليمي غامض يتميز بتغير في موازين القوى العالمية و بروز شركاء جدد داخل القارة الأفريقية و التي تطرح مجموعة من التحديات المشتركة على أفريقيا كالأمن الغذائي، تمويل المشاريع التنموية و مشكل خلق فرص الشغل لحوالي 60 % من ساكنة أفريقية شابة.

في إطار كل هذه التحديات، تمكن المغرب في العشرين سنة الأخيرة من بلورة نمودج تعاون أفريقي أفريقي يعتمد على مجموعة من الأبعاد منها ماهو تقني و اقتصادي و منها ما هو أمني و استراتيجي.

وبلغة الأرقام أكد ذ. حافظ أن الإتفاقيات  التي أبرمها المغرب مع العديد من  الدول الأفريقية توزعت على  33%  تعاون تقني ( فلاحة ؛كهرباء وماء … )  24% تعاون اقتصادي ؛16%   تقوية القدرات لخلق مشاريع مذرة للدخل ؛10% تعاون استراتيجي ..؛10%  تعاون مؤسساتي..

أما الشق الثاني من المداخلة فركز على المكتسبات الاقتصادية و السياسية لهذا التوجه المغربي. فعلى مستوى المبادلات التجارية تجدر الإشارة أن أفريقيا جنوب الصحراء تعد القارة الوحيدة التي توفر للمغرب فائض في الميزان التجاري لحوالي 16 مليار درهم ؛ إضافة الى سمعة البلد على المستوى الدولي بفضل الخبرات و التجارب في مجالات عدة و التي مكنت المملكة من لعب دور الوسيط بين بعض الدول الأفريقية و منظمات التنمية كالبنك الإفريقي للتنمية و منظمة الفلاحة و التغذية.

لكن رغم كل هذه المكتسبات سجل الأستاذ حافظ ؛  بأن السياسة المغربية الأفريقية ستواجه مجموعة من التحديات المستقبلية لا سيما فيما يخص تفعيل منطقة التبادل الحر القارية الأفريقية.
التحدي الأول يتجلى في السياسة التجارية للمغرب بحيث أنه رغم الارتفاع في المبادلات التجارية نلاحظ أن نسبة المبادلات الموجة إلى أفريقيا جنوب الصحراء لازالت ضئيلة مقارنة مع نسبة الصادرات المغربية الموجهة للقارات الأخرى، هناك مشكل محدودية العرض التصديري بحيث أن جل الإصدارات المغربية متمركزة في أفريقيا الغربية و الوسطى، كما أن هناك مشكل التنافسية بحيث أن المنتوجات المغربية تواجه مجموعة من الصعوبات من حيث التنافسية و القيمة المضافة.

فعلى سبيل المثال في غرب أفريقيا، المغرب يواجه منافسة قوية من قبل نيجيريا، جنوب أفريقيا و تركيا التي أصبحت تتموقع في أفريقيا الغربية بشكل كبير. في أفريقيا الوسطى هناك الكوت ديفوار، الكامرون، نيجيريا و البرازيل أما فيما يخص شرق أفريقيا نجد تموقع مصر و البرازيل و بالتالي فإن الرهان اللذي سوف يطرح للدبلوماسية الاقتصادية المغربية في إطار منطقة التبادل الحر القارية هو تنويع منظومة الإنتاج المغربية و ملاءمتها مع حاجيات كل الجهات الأفريقية و  ليس فقط أفريقيا الفرنكوفونية.
إضافة  لتشجيع و مواكبة الشركات الصغرى و المتوسطة  للتوجه إلى القارة الأفريقية والبحث عن مقاربة  جديدة للتفاوض داخل الاتحاد الأفريقي من أجل إنجاح مسلسل الاندماج القاري و الدفاع عن المصالح المغربية. لأن إتحاد المغرب العربي و مجموعة دول الساحل و الصحراء توجدان في موقع ضعف بالنسبة للتكتلات الاقتصادية الإقليمية الأخرى كالسيدياو و تكتل شرق أفريقيا.

و أخيرا يقول الباحث هشام حافظ يجب تعزيز الثقة بين باقي الدول الأفريقية و السياسة المغربية الأفريقية و هذا لن يتحقق إلا بتكثيف جهود كل الفاعلين في السياسة الأفريقية المغربية.

يذكر أن الندوة العلمية تميزت بمشاركة عبدالفتاح البلعمشي ( استاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي)؛ ايمان بوهرارة ( رئيسة تحرير ecoactu.ma)؛  فاطمة ياسين( رئيسة قسم المجتمع  بجريدة الصحراء المغربية) ؛ ووقام بتسيير أشغالها كل من أبو بكر الفقيه التطواني رئيس مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب  ومحمد بلقاسم مدير موقع مدار21.