في الوقت الذي تشن فيه سلطات الرباط حملة واسعة لمحاربة احتلال الملك العمومي تشهد الجارة سلا إحتلالا تاما لكل شيء إسمه الملك العمومي وغياب شبه تام للجهات المسؤولة التي تقف عاجزة عن محاربة هذه الظاهرة أمام إستغراب الجميع ..
وقد أضحت ظاهرة احتلال الملك العمومي بمدينة سلا عموما مثار سخط جميع المواطنين بدون استثناء حيث اختلط الليل بنهاره ولم يقتصر احتلال الملك العمومي على واضحة النهار بل أضحت وسائل وأدوات الإحتلال مصدر إزعاج الساكنة من عربات وصناديق وخيم وكل ما من شأنه تشويه مظهر وجمالية المدينة وأصبح معها المكان بأزقته وشوارعه وأبواب المنازل محتلة بالكامل من قبل كل من يعشق التسيب والفوضى و الباعة المتجولين الذين كانت السلطات المحلية لا تجد بين الفينة والأخرى حرجا في “تشتيتهم “وأحيانا مطاردتهم كما هو واقع الحال في كثير من المدن بعدما انخفضت حدة هاته “المطاردات” .
غير أن موجة احتلال أزقة وشوارع المدينة و بشكل قوي في سلا المدينة أصبح يطرح أكثر من علامة استفهام ويدفع إلى التساؤل عن دوافع هاته “التمييكة” أو التكتم الخطير من طرف السلطات الغير معهود فيها طيلة العقود الفائتة التكتم مع مثل هاته الفوضى الغير المنظمة مما يطرح اكثر من تساؤل ؟
ألا يعتبر منظر وجود مثل هذه الخردات والعربات و المتلاشيات وخروج كراسي المقاهي مدعاة للسخرية وحرمانا لحق المواطن السلاوي من حقه في مدينة نظيفة وجميلة واهية؟ أوليس ظهور المتلاشيات و العربات المجرورة بجل شوارع المدينة أمام الملأ مدعاة للإستغراب ؟
مدينة سلا أصبحت مضرب المثل في احتلال الملك العمومي بالليل والنهار ولا وجود لشيئ اسمه ملك عمومي أو الرصيف إلا في كراسات التلاميذ ونشرات اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير…
إنها الفوضى بكل تجلياتها والتي يتحمل فيها الجميع مسؤوليته منتخبون وسلطات محلية وفعاليات المجتمع المدني وحتما نتائجها تنعكس سلبا على الجميع وربما يكون ضحيتها أحد هؤلاء المتدخلين إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
إنها مسؤولية المنتخبين الفاشلين الذين لا يريدون المغامرة بأصوات انتخابية والدخول في غمار صراع قد يكون سببا في فقدان أصوات كتلة انتخابية مستقبلية . إنها مسؤولية السلطات المحلية قياد وباشوات وعمال والذين لم يريدوا بعد إحياء حملات تحرير الرصيف العمومي من المحتلين الغير الشرعيين “الغاشمين” إنها مسؤولية المجتمع المدني الذي يعنى بالسلامة الطرقية والتربية على المواطنة والذين ألفوا الاشتغال لفترات موسمية لا تسمن ولا تغني من جوع انها مسؤولية الجميع لأننا افتقدنا شيء اسمه الملك العمومي و جمالية المدينة لمدة طويلة ونريد استرجاع هذه المطالب في أقرب وقت ممكن.
فهل ستحذو سلطات سلا حذو جارتها الرباط من أجل إعادة الهيبة للسلطة وجمالية المدينة ورونقها ؟ ام أن التكتم سيظل سيد الموقف ليطرح أكثر من تساؤل حول الجهات التي تدعم إحتلال الملك العمومي و تتكتم عنه و تقتات منه على حساب راحة وأمن الساكنة ؟