بقلم: عبد الإله حجي
بحكم معرفتي المتواضعة بالسياسة و عدم ايماني بمشاريع الاجهزة الحزبية ببلادنا، و التي ربما في بعض الاحيان لا تتوفر على مشروع أساسا، سوى مشاريع كلاسيكية خاصة بالموسم الانتخابي لا اقل و لا اكثر، و يضل دائما خطابا سياسيا عقيما من حيث المضمون، و ربما يمتاز بأشياء دون المستوى كالتكرار اللفظي و اللغوي و الوعود الكاذبة التي اضحت مكشوفة لدى الشباب المغربي المثقف و ربما عند عامة المواطنات و المواطنين، مما أدى في مرحلة معينة إلى العزوف عن التصويت، خصوصا فئة الشباب لتتطور الى رفض المشاركة في الحياة السياسية عامة، و ذلك راجع لسيطرة بعض الوجوه و الاشخاص على المشهد السياسي، و تطورت هذه المهزلة السياسية لتبرز لنا نوعا حديثا متحورا اذا صح التشبيه، حيث ظهر جيل اخر من المرشحين، في إطار التشبيب، قام رجال السياسة القدامى بإقحام ابنائهم في المشهد السياسي، ليصبح نظام الوراثة السياسية احد الانظمة الجديدة التي افرزتها انتخابات 2021، خصوصا على مستوى دائرة الرباط اليوسفية…
السؤال المطروح، ماهي كيفية اختيار المرشحين من طرف الاجهزة الحزبية لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية؟ هل هناك تاطير من طرف الاجهزة الحزبية للفئة المترشحة؟ هل يراعى المستوى الدراسي للمرشحين، و ما مدى الخبرة التي يمتلكها المرشح في المجال السياسي؟ ام ان هناك مبدأ (مول الشكارة او الباطرونة) هي من تسيطر على الساحة السياسية؟ إذا كان هناك نضال سياسي كما هو متداول من طرف بعض المرشحين، لماذا نرى هناك تنقلات صيفية و شتوية للمرشحين من حزب لآخر، يمينا و يسارا؟ و لماذا يلجأ السياسيون الذين يمثلون فئة (مول الشكارة) الى الاحياء الشعبية دون اللجوء إلى الترشح في الدوائر التي يقطنون بها ( الاحياء الراقية)؟ و ربما نجد ان اشخاصا جاؤوا من مدن اخرى عن طريق الهجرة البدوية، و اصبحوا يعتقدون انهم امتلكوا التقسيم الترابي بساكنته الاصلية؟ و اخيرا و ليس آخرا هل بالفعل هناك إرادة لخدمة الصالح العامة، ام تبقى مجرد لغة مستهلكة الغاية منها ضمان مقاعد محليا و جهويا و وطنيا، و وسيلة لقضاء مصالحهم الخاصة؟
لقد ولى عهد السياسة العشوائية القائمة على العبثية و الشطط في استعمال السلطة، و ترسخت اسس جديدة قائمة على الرقابة و المواكبة، و بالتالي ربط المسؤولية بالمحاسبة…
رسالة مباشرة إلى كل الاحزاب، قدمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في احدى خطاباته: *إن الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها، و إنما هي وسيلة لإقامة مؤسسات ذات مصداقية، تخدم مصالح المواطنين و تدافع عن قضايا الوطن*