مراسلون 24
يسعى حزب العدالة والتنمية هذه الايام جاهدا لرصّ صفوفه قبيل الدخول في غمار الانتخابات التشريعية المقبلة التي تُعتبَر امتحانًا لشعبيّته، وتقييمًا لمدى نجاعة تدبيره خصوصا بعد الانتكاسة الأخيرة للحزب في الإنتخابات المهنية وهو يحصي خسائره وقد تذيّل نتائجها بحصوله على المراتب الأخيرة و التي خيّبت آمال من تشبتوا بالخيط و الآمل الآخير لإعادة المصباح لسابق توهجه .
وقد طفت على سطح العالم الازرق العديد من التشجنات و الخلافات البادية للعيان بين أعضاء الحزب الواحد خصوصا بعد استبعاد بعض شبيبة الحزب عن لوائح غمار الاستحقاقات التشريعية المقبلة لينشطر الحزب إلى فريقين : فريق يبحث عن المصلحة الشخصية و التشبت بالمراكز و التباث بقمرة قيادة اللوائح الانتخابية بالعديد من الدوائر الانتخابية أو ما يسمى داخل الحزب بفريق الصقور وفريق آخر من شبيبة الحزب وممن إنتهت صلاحيتهم وممن ثم استبعادهم خصوصا من فئة الشباب الذين اختاروا اسلوب السخط و اللغط بالعالم الازرق و رسائل التراسل الفوري بعدما وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها في غياهب النسيان و بدون تزكية من طرف اللجان المحلية .
و قد تنوّعت أشكال هذه الخيبات بين استقالات وتجميد عضويات وتجاذبات وتراشقات بين الإخوة الأعداء ، بينما يرى البعض الآخر في الحزب ممن يسعون لتضميد الجراح أنّ الخلافات الداخلية المتفاقمة لا تعدو كونها عابرة عن خلافات بسيطة وأنها لم تصل بعد إلى منطقة الأزمة التي تهدد بالانفجار أو الانقسام.
في السياق ذاته ، عبّرت شبيبة العدالة و التنمية عن استنكارها لأسلوب الاقصاء و التجاوزات التنظمية والأخلاقية على حد تعبيرها وابتعاد الحزب عن خطه السياسي التاريخي وتحويل و توجيه دفة الحزب الأم نحو استقطاب نفس الوجوه التي كان لها الأثر السلبي في إثارة حفيضة المواطن و إبعاد أبناء الحزب وطاقاته والعديد من القيادات السياسية الشابة التي تدرجت تنظيميا وأصبحت اليوم تدبر الشأن الحزبي وتوجت مسارها النضالي بتحمل مسؤوليات على كافة الواجهات .