هشام العصادي
احتفلت الجمعية المغربية للديسليكسيا أو اضطراب التعلم و القراءة لدى الأطفال مؤخرا بالحفل السنوي للأطفال المتفوقين والذين اجتازوا الأقسام الإشهادية .
الديسليسكيا أو ما يعرف باضطراب التعلم والقراءة، هو اضطراب يصيب عددا من الأطفال ويرافقهم طوال سنوات دراستهم، ما يعرضهم لإمكانية الهدر المدرسي بسبب صعوبات التعلم مما يؤثر على نفسية التلاميذ، سواء في المحيط الاجتماعي أو المدرسي، مما يحتم ويوجب تحقيق المواكبة النفسية ، سواء للتلاميذ أو لأسرهم، لمساعدتهم على تجاوز هذا الاضطراب وتحقيق تكيف مدرسي يمكنهم من الاندماج.
الحفل الذي أقيم بمقر الجمعية الكائن بمنطقة حي اشماعو بسلا وسط أجواء بهيجة حضره وسط أجواء عائلية حضره العديد من التلاميذ المتفوقين رفقة أمهاتهم وكذا بعض لأطر التربوية والطبية المرافقة فضلا على العديد من المهتمين والأصدقاء .
هذا و شهد الحفل حضورا متميزا للسيدة كريمة مازيغ مؤسسة الجمعية والسيدة المناضلة بتعبير أعضاء الجمعية وأمهات الأطفال والتي استطاعت بصبرها وإصرارها وضع الأسس واللبنات الأساسية لتأسيس الجمعية و تنظيم العديد من الحملات التحسيسية والأيام التربوية رفقة أعضاء الجمعية لتوعية نشطاء المجتمع المدني والأطر التربوية بشأن الديسليسكيا، لما لهم من علاقة مباشرة بالتلاميذ وتقريب المجتمع المدني من هذا المرض الصامت نظرا لغموض أعراضه وقلة الوعي به لدى المجتمع .
في السياق ذاته نوهت السيدة كريمة وازيغ مؤسسة الجمعية والتي ثم تكريمها بالمناسبة من طرف أعضاء الجمعية من خلال مداخلتها لتتوجه إلى كل أعضاء الجمعية بعربون ومشاعر المحبة والإخلاص مشيرة إلى الدور الفعال الذي ابانوا عليه من أجل التعريف بهذا المرض الصامت و سبل التعامل معه مشيرة إلى وجوب توفير الرعاية الخاصة التي تؤهل الأسرة والطفل لتجاوز الصعوبات التي يعاني منها.
من جانبها اوضحت السيدة سميرة الغريب مراحل تطور ونشأة الجمعية موضحة أن الديسليسكيا تعد “إعاقة خفية مستدامة لا يتم علاجها، وتتطلب القيام بتصحيح النطق”، مشددة على أن الأستاذ والمحيط الأسرى ككل هو أول من يشخص هذا الاضطراب، “وبالتالي عليه أن يكون واعيا بالاضطراب من أجل توجيه الآباء للقيام بتشخيص من طرف المختصين” منوهة بجميع الأمهات الحاضرات على الخصوص لتفانيهن ومثابرتهن من أجل الحصول على النتائج المتوخاة والمرجوة.
من جهتها ألقت أم لطفل يعاني من الديسليسكيا الضوء على إمكانية رفض هؤلاء التلاميذ من قبل بعض المؤسسات الخاصة، وماعانته سلفا مع المؤسسات التعليمية قبل أن تتعرف على الجمعية التي كانت لها السند والعون من أجل تجاوز كل المحن و العراقيل المتعلقة بالمساطر الإدارية على الرغم من كون وزارة التربية الوطنية سبق أن أصدرت مذكرة توصي بعدم فصل هؤلاء الاطفال عن الدراسة.
تخلل برنامج الحفل مجموعة من الفقرات الترفيهية والتربوية للأطفال وذويهم وتم تقديم عدد من الفقرات الغنائية والمشاركات المتنوعة والرائعة ، التي تعبر عن الرؤية والرسالة السامية للمشرفين على هذه الجمعية المتألقة ، مشاركات استحسنها الأطفال وذويهم وتفاعلوا معها.
واختتم هذا الحفل الذي تميز بروح المسؤولية والانسجام التام بين الاطر التربوية والبراعم ، بتوزيع العديد من الشواهد التقديرية والهدايا على الأطفال الناجحين و المتفوقين .