حسن الحماوي
يُعدّ شهر رمضان من أكثر شهور السنة بركةً ورحمةً؛ وقد اختصّه الله تعالى بفضائل عظيمةٍ إذ أُنزل القرآن الكريم فيه،مصداقا لقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) وانطلاقا من هذا المبدأ تخصص جريدة الحدث24 لقرائها الكرام سلسلة تعريفية طيلة شهر رمضان بأشهر القراء والمجودين المغاربة الذين حفظوا كتاب الله تعالى وأبدعوا في تجويده وتلاوته ،ومثلوا المغرب في محافل دولية وعالمية ،وحازوا على جوائز كبرى،بل منهم من تعلم القران وعلمه ولقنه للأجيال القادمة وهم ثلة من المقرئين والشيوخ الكبار الذين تركوا بصمتهم في سبيل نشر وتعليم كتاب الله ،ومتعوا مسامع المغاربة بأصواتهم الشجية .
رقم4: الشيخ عبد الرحمن بنموسى رحمه الله
هو عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن البشير بنموسى الهمساسي الحسناوي السلاوي، ولد بمدينة سلا في 28 غشت 1908 ونشأ عبد الرحمن بنموسى في بيت علم حيث كان أبوه العلامة أحمد بنموسى فقيها ومحدثا. فقد حفظ القرآن الكريم وانتقل إلى حفظ الجرومية ولامية الأفعال ورسالة ابن أبي زيد القيرواني على يد الشيخ عبد الهادي أطوبي، كما تتلمذ على مجموعة من الشيوخ كالسيد أحمد بن عبد النبي والشيخين أبي شعيب الدكالي و محمد بن العربي العلوي.
ويحكى انه في يوم من أيام شهررمضان المعظم، اتصل به قاضي من المحكمة و أخبره بأن دوره قد أتى لكي يؤم الصلاة بالملك محمد الخامس رحمه الله و في نهاية الصلاة ناداه الحاجب الملكي وأخبره أن تجويده و ترتيله للقران أعجب الملك، فاستدعاه السلطان للقصر الملكي و طلب منه الإستقرار بالمشور السعيد فلبى طلبه ،و كان الحاج عبد الرحمن بنموسى يؤدي الصلاة في كل شهر رمضان بالملك و بأبنائه و بعشيرته .
و في هذا السياق وفي إطار بناء المدرسة المولوية كلفه الملك محمد الخامس بتدريس ولي العهد آنذاك الحسن الثاني، وحتى يكون الشيخ عبد الرحمن بنموسى أكثر قربا من المدرسة المولوية التي يدرس فيها أهدى له الملك بيتا بالقصر الملكي .
وفي شهادة للإعلامي الصديق معنينو مدير التلفزيون المغربي السابق : كلما كانت تشتد الأمورعلى الملك محمد الخامس ويرى مؤامرات الإستعمار تؤثر عليه و تجعله في حالة من الكرب والحزن الشديد كان يستدعي الأستاذ عبد الرحمن بنموسى ليجلس إلى جانبه و يتلو عليه القرآن و يجود مجموعة من آيات من الذكر الحكيم حتى تم نفي الملك محمد الخامس إلى مدغشقرحيث رفض الفقيه أن يضل بالقصر الملكي وعاد إلى مدينة سلا.
إتقانه لقواعد التجويد وصوته الشجي والسلس والصوت العذب جعل الناس يتعرفون على صوته الجميل من خلال أثير الإذاعة الوطنية، ثم تعرفوا على ايضا على صورته عبر التلفزة المغربية في بداية الستينيات التي كان يفتتحها ويختم إرسالها بآيات من القرآن الكريم وكان يلج لمقر التلفزة الذي كان بمسرح محمد الخامس حاليا ولا يخرج الا بعد منتصف الليل حيث التسجيل مباشرة.كما شارك في المسيرة القرانية التي كانت تبث خلال شهر رمضان بالقناة الاولى.
وخلف الشيخ عبد الرحمن بنموسى تسجيلات عديدة للقران الكريم.وافته المنية في فبراير 1997.