االمصدر – لأحداث المغربية
تجاوزنا حاجز الستة آلاف مصاب بكورونا الأحد، وكان ممكنا ألا يقع ذلك لو التزم بعضنا بالتعليمات الصحية المفروضة على المغاربة. ويبدو أننا سنتجاوز هذا الرقم بسهولة لأن البعض منا اعتبر أنه لا يليق به أن ينصت للكلام، واعتبر أن الصبر القليل على بعض التضييق هو أمر مستحيل، واعتبر أن الانتحار بغباء أمر يليق به ويليق بأن يفرضه خطرا على المجتمع ككل.
تفصلنا اليوم عن موعد العشرين من ماي، الموعد المحدد لرفع الحجر الصحي عنا، أيام قليلة سنقول مجددا إنها ستكون حاسمة، لأن الأساسي ليس هو اتخاذ قرار رفع الحجر من عدمه، بل الأهم هو كيف سنخرج من هذا الحجر؟ وكيف سنحافظ بعد رفعه على محدودية انتشار العدوى في ظل عدم التزام عدد منا بالتعليمات الصحية حتى أثناء فترة الحجر؟
في اليومين الأخيرين لمسنا نبرة تأفف من المسؤولين الذين استسلموا أمام بعض العادات السيئة، وبعض التصرفات الأسوأ التي فرضها على المجتمع بعض المتمردين على حالة الوعي الجماعي التي سجلها المغرب كله. هذا التأفف ليس علامة خير وليس بشارة اطمئنان
معناه أن هناك نوعا من التسليم بعدم قدرتنا على ضبط هؤلاء المتمردين، واقتناعا نهائيا بأن ماسيقع سيقع والسلام، وألا يد لنا في تغييره.
هذا الشعور خطير للغاية، لأننا إذا عجزنا عن فرض قواعد تصرف صحي بسيطة في مجتمعنا، بسبب جائحة صحية تهدد الجميع، كيف سنفرض في يوم آخر أو في مناسبة أخرى قواعد تصرف مواطن إذا مافرضت الضرورة ذلك؟
التسليم في جزء من مجتمعنا، والاقتناع بأننا لن نغيره مهما فعلنا، لأنه جبل على تصرفات معينة وأنه لن يتغير هو تسليم متشائم في مستقبلنا، وإعلان هزيمة أمام لا وعي يريد أن يكرس نفسه البديل الوحيد في البلد، ويريد الحفاظ على كل علامات تخلفه وجهله ولا مواطنته، وعدم رغبته في تغيير أي شيء سيء فينا
هذا التسليم لا يليق بالمغرب، وقد رأينا أن الأغلبية الغالبة من المواطنين المغاربة كانت في مستوى اللحظة. هذه الأغلبية الغالبة لا يجب أن تترك لأقلية غير واعية، الفرصة لكي تحتل واجهة الصورة عن غير وجه حق بعد كل هاته التضحيات التي قام بها المغاربة أجمعهم.
لايليق بنا أن نترك الغلبة بعد كل هذا الصراع لصوت اللاوعي لكي يخرج لسانه في وجهنا جميعا. لا يليق حقا…