يوسف مكوري
سلام عليك وعلى عصبتك يوم جيء بكم إلينا سلام وتحية وبعد…
لا استطيع أن أعبر عن مشاعري الجياشة والفياضة، وأنا اتلقى نبأ قراركم الذي حطه السيل من علي والقاضي بتجميد حق غير قابل للتجميد، مهما كان خفضك لدرجات الحرارة في أجسادنا في زمن الكل يبحث فيه عن رفعها للمساهمة في محاصرة ذلك العدو الخفي الذي يأتي على الاخضر واليابس.
السيد رئيس الحكومة: إن قرارك مصادرة حق الترقي بالنسبة للموظفين العموميين يعد قرارا خارج سياقه التاريخي والجغرافي والشرعية الدستورية والقانونية، مستفز ومهين وتمييزي تفوح منه رائحة الحكرة وروائح اخرى تكشف من جديد عن العداء الممنهج تجاه كافة الاجراء والاستمرار في ضرب مكتسباتهم وحقوقهم المشروعة. قرار لا مسوغ ولا مبرر له إلا حاجة في نفس الحكومة ورئيسها، لا يعرفها إلا الراسخون في الحكم التسلطي، وهو الأمر الذي يجعلني –ويجعلنا – نتساءل هل الاعتماد المالي المبرمج لحق الترقية يعد ترفا؟ أو امتيازا زائدا؟ أو اعطية استثنائية؟ أو جودا وإكرامية؟ هل” التقشف وشد الحزام”؟ قدر محتوم على الموظفين العموميين فقط؟ وكأنك استنفدت كل التدابير التقشفية ولم يبقى أمامك سوى هذا الخيار الرجعي، ولأنك استثنيت بعضنا من قطاعي الصحة والأمن، اعتبرت حقهم الشرعي المكتسب في الترقية أعطية وعلاوة وتعويضا وتكريما حكوميا لبلاءيهم الحسن في مواجهة الأزمة. وبالتالي ما نصيب ومصير رجال ونساء قطاعي الصحة والأمن الذين لم يستوفوا شروط الترقية بعد ؟ حسب منطق حكومتكم لا يستحقون التكريم المادي؟ أليس هذا تمييز داخل تمييز؟ إنكم بهذا تطبقون وبإتقان مضمون المثل المغربي القائل” بشحمته كويه”. ألم يكن الاجدر بك تخصيص منحة استثنائية لهولاء المرابطين في الصفوف الامامية للمعركة؟ هل كان من الضروري إتخاد هذا القرار؟ وفي سياق ظرف تاريخي استثنائي يتطلب تعبئة شاملة افقيا وعموديا وتضامنا نوعيا يقوي صبيب منسوب الشعور الوطني ويمتّن وحدة الصف لأن الشعب المغربي قاطبة وبكل فئاته يجب أن يكون في ذروة الانخراط لمواجهة الخطر الداهم.
السيد رئيس الحكومة: إن القائد الذي يمارس التمييز في صفوف جنوده و الحرب على أشدها من المستحيل أن يحقق النصر المنشود، إلا إذا كان وعي الجنود رفيع ونوعي يفوق وعي قائدهم، وهو في اعتقادي واقع الحال بالنسبة لنا. سنحافظ على وحدة الصف ولن نعير اي اهتمام للضربات من الخلف حتى وإن كانت موجعة وجرحها غائر، نضمض الجرح ونتقدم الى الأمام بحماس ورباطة جئش لأننا نعشق هذا الوطن. قرر ما شئت: أن تصادر حقنا في الترقية أو حقنا في اجورنا أو حقنا في أن نكون موظفين عموميين أو لانكون. تستطيع أن تصادر كل شيء حتى أجسادنا، إلا أنك وحكومتك لن تستطيع مصادرة حبنا لهذا الوطن وخاصة حين يزيد هذا الحب والعشق صبابة وتوقدا وتوهجا في أوج المعركة. لا نريد جزاءا ولا شكورا ونحن نقاتل- كل من موقعه- بكل جوارحنا ليس مرضاة لأحد ولكن تلبية لنداء الوطن.
السيد رئيس الحكومة: خذوا كل الترقيات وكل المناصب وإسمحلي ان ازعجك وعصبتك بهذا المقطع من الأغنية والقصيدة:
“خذوا المناصب والمكاسب
لكن خلولي الوطن .
ياوطن وأنت حبيبي
وانت عزي وتاج راسي
انت يافخر المواطن والمناضل والسياسي
انت أجمل وأنت اغلى وأنت أعظم من الكراسي….”
وتفضلوا السيد رئيس الحكومة بقبول سلامي وتحياتي .
الاستاذ: يوسف مكوري