مراسلون 24 – الرباط
ع. عسول
كاد تنازع الشرعية حول قيادة حزب الإتحاد الوطني للقوات الشعبية بين قيادة الرباط وقيادة البيضاء أن يعصف بحفل تخليد الذكرى 60 لتأسيس الحزب والذي احتضنته صباح يومه الأحد 17 نونبر الجاري قاعة علال الفاسي بالرباط، تحت شعار “ستون سنة من النضال المتواصل من أجل مغرب أفضل 1959-2019″.
وافتتح محمد الراضي مسير اللقاء و المنسق الوطني للحزب بكلمة افتتاحية وقف فيها على تاريخ تأسيس هذه القلعة الإتحادية الأصيلة شتنبر 1959 من قبل قيادات المقاومة و الحركة التصحيحية السياسية والنقابية داخل حزب الاستقلال أمثال المهدي بنبركة، عبدالرحيم بوعبيد، المحجوبي بن الصديق ، عبدالله ابراهيم، اليوسفي والبصري، وتجربة أول حكومة وطنية بعد نيل الإستقلال والظروف المعقدة التي كانت تعيشها البلاد، وما عرفه الحزب بعدها من اختلافات وخلافات تنظيمية وسياسية ، أدت إلى تشكيل الاتحاد الاشتراكي وتبني خط النضال الديمقراطي،كما تطرقت الكلمة إلى الأوضاع الوطنية وضرورة النضال لمحاربة الفساد وإرجاع النبل للعمل السياسي،مما يتطلب توحيد القوى والصفوف…”
ولم يكد الراضي ينهي كلمته الإفتتاحية حتى علا الصراخ داخل القاعة وأوقف أعضاء آخرون يتزعمهم عزيز العلام، من البيضاء، سير اللقاء ، ليعلنوا كونهم هم الإمتداد الشرعي والقيادة الحقيقية للحزب ، وأن أي خطوة تنظيمية يجب أن تخضع للمساطر القانونية ، دافعين بعدم وجود لجنة تحضيرية للإعداد لمؤتمر الحزب ،وهو طرح رفضه أتباع الطرف الآخر الذين تشبتوا بشرعيتهم التنظيمية أيضا ..
لحظتها ساد جو مشحون وتبادل للإتهامات والطعن في مصداقية هذه الجهة وتلك، وسط ذهول الحضور ومن بينه عدد من الأسماء الإتحادية الحاضرة للحفل ،كالحلفي، لوما، الولادي، أبايا ..وامتد هذا الإحتقان لفترة زمنية اظطر معها الراضي لرفع اللقاء مدة عشر دقائق، قبل استئنافه بالتذكير أن اللقاء هو تخليد لذكرى تأسيس الحزب وليس محطة تنظيمية .
حيث أعطيت الكلمة لشخصيات مؤسسة كالخراص والحلفي التي تحدتث عن المحطات البارزة من نضالات الحزب سواء لحظة مخاض التأسيس وماتبعه من أحداث وصراعات ، ومعارك لبناء مغرب قوي وبديمقراطية حقيقية ، كلفت المتاضلين العديد من المتابعات وسنوات من الإعتقال… كما دعت تلك الكلمات إلى الحكمة والتبصر ولم الشمل بهدف تقوية الحزب وإبعاده عن أيادي العابثين والوصوليين..وتوسيع فضاء النقاش بين مناضلي الحزب حول القضايا الراهنة وتدبير الخلافات بطريقة ديمقراطية..
ليتدخل الراضي في كلمة ختامية قائلا ” أن ما حصل أمر عادي ييرز حبنا لهذا الحزب والذي يجعلنا أحيانا نتنافس في ذلك ، وأننا أسرة واحدة و ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا ،وأن ماينتظرنا من مهام نضالية يتطلب لم الشمل و توحيد الكلمة والتنظيم ..”