مراسلون 24 – وكالات
أضافت فلسطين إنجازا جديدا يحمل في طياته علما واسعا متكاملا عالميا، تمثل ذلك بثلاثة طلبة من جامعة القدس شاركوا بمسابقة جائزة هولت «Hult prize» العالمية، هذا الفريق الذي حمل اسم (CleanEcare) تأهل على مستوى الجامعات الفلسطينية متحديا كل العقبات والتحديات، ليجلس لمدة 5 أسابيع على عروش الصدارة في قصر «آشردج» في لندن، والمسمى أيضا مسرعة الأعمال (Accelerator) في مرحلة المسابقة قبل النهائية، منافسا في ذلك ثمانين فريقا من جميع أنحاء العالم.
ويضم الفريق حسب ما أوردت وكالة معًا الفلسطينية الخاصة، لطفي الأطرش من كلية الهندسة، وسماح عياد من كلية المحاسبة والاقتصاد، وأحمد طوقان من كلية الطب.
وتمحورت فكرة مشروعهم الريادي حول إنتاج قماش يعمل على التعقيم الذاتي الكهربائي لاستخدامه في إنتاج ملابس الأطباء في المستشفيات والمراكز الطبية المختلفة، وذلك للتقليل من العدوى البكتيرية وتقليل حالات الوفاة.
وحسب الدراسة التي أجراها الطلبة، سيتم الإنتاج في المراحل الأولى من خلال مصانع ستعمل على تشغيل ما يقارب 200 موظف من الأيدي العاملة الشابة.
صنعوا قماشا يعمل على التعقيم الذاتي الكهربائي لاستخدامه في إنتاج ملابس الأطباء
لم يكن فريق (CleanEcare) هو الوحيد من صنع أفكارا ريادية، فقد تقدم في بداية المنافسة 86 فريقا من جامعة القدس، كلها حملت مشاريع ريادية ستعمل جامعة القدس على احتضانها وتطويرها.
بعد هذه المرحلة التي حصل فيها الفريق على الثقة والمرتبة الأولى على مستوى الجامعة، انتقلوا للمنافسة خارج أسوار الجامعة، وهي مرحلة المناطقية (Regionals) فاستطاعوا بذلك أن يحصلوا على المرتبة الأولى على مستوى الجامعات الفلسطينية.
لم تفارق الابتسامة وجه صاحب الفكرة والمشروع الطالب لطفي الأطرش، الذي عمل على هذه الفكرة وطورها برفقة زملائه لتتحول إلى براءة اختراع، متحدثا عن تجربته العلمية في هذا المشروع، وأن الفكرة جاءت بعد تفكير عميق والبحث عن شيء جديد يحقق الاستفادة لما يزيد عن 10 ملايين إنسان، كما تشترط مسابقة «Hult Prize»، مشيرًا الى أن هذه الفكرة ستعمل على تشغيل مئات الأيادي العاملة، بالإضافة الى تقليل الأضرار الناتجة عن البكتيريا المعدية في المستشفيات.
أما سماح عياد فقد اعتبرت أن هذه الفرصة هي نادرة الوجود، فكيف لطلبة صغار السن أن يجلسوا مع أكبر رجال الأعمال في العالم، وأبرز العلماء في مجال الريادة، متحدثة عن انعكاس هذه التجربة على تطوير ثقتها، وزرع روح المنافسة والكفاح من أجل النجاح والوصول الى القمة.
وأشار أحمد طوقان الذي كان يعمل جاهدًا من اجل نجاح هذا المشروع، ليكون الطبيب الأول الذي يرتدي هذا الاختراع الكبير، الى أن فكرة المشروع مختلفة عن غيرها، ولم يسبقهم إليها أحد، موضحا أن الملابس التي تعمل على محاربة البكتيريا، ستكون جزءا لا يتجزأ من تجهيزات المشافي في العالم .
ولم تنته القصة عند هذا الحد، فجامعة القدس ما زالت تقدم الدعم للطلبة وتطور القدرات والإبداعات، حيث عملت على نشر ثقافة الابتكار بين الشباب كنهج من شأنه المساهمة بشكل كبير في مواجهة التحديات التي تعصف بالمجتمع الفلسطيني. فقد أعلنت في وقت سابق عن تأسيس برنامج منحة «ابتكار»، وذلك بتمويل من الجامعة، وهو البرنامج الأول من نوعه في فلسطين، تضمن حصول الطلبة على إعفاء كامل من أقساطهم الدراسية، واستعادة ما قاموا بدفعه خلال الدراسة، في حال نجاح الطالب في تقديم ابتكار في أي مجال من المجالات العلمية.
يذكر أن جائزة Hult Prize هي مسابقة طلابية مفتوحة للطلاب الجامعيين من طلاب البكالوريوس والماجستير والدكتوراة من مختلف أنحاء العالم.
وتتنافس الفرق في المسابقة على إنشاء مشاريع اجتماعية جديدة تهدف إلى معالجة احد التحديات الاجتماعية المزمنة. ويتلقى الفريق الفائز جائزة يبلغ قدرها مليون دولار أمريكي كرأس مال أساسي لإطلاق شركتهم وتوسيع نطاق المشروع.
وتهدف هذه الجائزة لإطلاق مؤسسة اجتماعية جديدة يمكن أن تحدث تغييرًا جذريًا في العالم، وتولد الجيل القادم من رواد الأعمال الاجتماعية، حسب “القدس العربي”.