مراسلون 24 – متابعة
منذ سنواتٍ بعيدة، شهد الجسم البشري تعديلات كثيرة غريبة من صنع الإنسان. معظم هذه العمليات تندرج تحت العادات والتقاليد التي تتحوَّل مع الزمن إلى تراث.
ربما من أصعب هذه العمليات، “إطالة الرقبة أو “إطالة العنق”، التي تُصيب صاحبها بألمٍ كبير، لكنه يقاوم ذلك لاعتقاده أن هذا التعديل سيمنحه تميزاً، بسبب ما يؤمن به من عادات.
علامة على الثراء والجمال
بحسب بعض المؤرخين، تعود عملية إطالة الرقبة إلى ما قبل 11 قرناً مضت، وانتشرت بشكلٍ كبير في منطقة جنوب شرق آسيا.
كانت تتم تلك العملية عن طريق استخدام خوات أو حلقات معدنية يتم وضعها حول الرقبة، تأخذ شكلاً أسطوانياً.
ولا يمكن للرجال أن يقوموا بذلك، بل كانت تلك العادة مُخصصة للنساء، وتعتبر علامات على الثراء.
تستمر هذه العادة إلى يومنا هذا في آسيا، لكنها أصبحت من الماضي، وباتت تعتبر فلكلوراً.
هل إطالة الرقبة كانت تحمي من العبودية؟
لا يمكن التحقُق بدقة من أصول عملية إطالة الرقبة عبر التاريخ الطويل، لا سيما وأن البعض يعتقد أنها كانت رمزاً يميز إحدى قبائل جنوب شرق آسيا “Padaung”.
وآخرون يرون أن فكرة إطالة الرقبة يعود أصلها إلى زمن العبودية، حين اعتقد البعض أن إطالة الرقبة يجعل شكل المرأة أقل جاذبيةً، فلا يقبل تجار الرقيق عليها.
وهناك نظرية أخرى تعتقد أن ارتداء الخواتم على الرقبة بهذا الشكل، كان أساساً للحماية من هجمات النِمر!
لكن ربما التفسير الأكثر قبولاً هو أن عادة إطالة الرقبة كانت علامة على الجمال والثروة، ولجذب أفضل الرجال للزواج.
هل حقاً يمكن إطالة الرقبة بهذه الطريقة؟
رغم مرور مئات السنين على هذه العادة، إلا أنها في الحقيقة لا تزيد من طول الرقبة، إنما تجعل الرقبة تبدو أطول من حيث الشكل فقط.
كل ما يحدث هو أن الحلقات أو الخواتم الملفوفة حول الرقبة تضغط بشكلٍ دائم إلى أسفل، ما يجعل الرقبة تبدو أطول من الطبيعي.
الحلقات تضغط لأسفل على عظمة الترقوة، وبالتالي، القفص الصدري.
لذلك كان من الضروري أن تتم هذه العملية الصعبة منذ سن مبكرة، حين تكون العظام أكثر ليونة لتتجاوب مع التعديل الذي يطرأ عليها جراء ضغط الحلقات.