مراسلون 24 – ع. عسول
تنظم الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين بإسبانيا النسخة السابعة من المؤتمر الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا، وذلك يومي الثلاثاء والأربعاء 21 و22 أكتوبر بكلية علوم التربية بمدينة مالقة، ابتداءً من الساعة 9:30 صباحًا.
يأتي هذا المؤتمر – حسب بلاغ صحفي توصل به الموقع- في إطار البرنامج الوطني لمحاربة الإسلاموفوبيا الذي تنفذه الجمعية بشراكة مع وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية ، بعد سلسلة من الأنشطة التوعوية والدورات التكوينية التي شملت أكثر من 20 مدينة وقرية في مناطق الأندلس، كتالونيا، مدريد، مورسيا، وفالينسيا، واستهدفت موظفي الإدارات العمومية وتلاميذ المؤسسات التعليمية.
يرتكز المؤتمر على مقاربة متعددة التخصصات تهدف إلى تحليل جرائم الكراهية المرتبطة بالإسلاموفوبيا من زوايا قانونية، إعلامية، تربوية، واجتماعية، وتسليط الضوء على التشريعات الأوروبية ذات الصلة، وتعزيز دور المؤسسات الأكاديمية والمدنية في إنتاج خطاب بديل، وتحفيز الحوار المجتمعي لمواجهة التمييز..
يتضمن البرنامج تسعة محاور رئيسية، من بينها الإسلاموفوبيا في المجال القانوني الخوف من الإسلام في الإعلام الإسباني، الإسلاموفوبيا في المؤسسات التربوية، التأثير الاجتماعي والنفسي للخوف من الإسلام، ودور البحث العلمي في مكافحة الإسلاموفوبيا.
ويشارك في هذه النسخة أكثر من 42 متدخلاً من خلفيات مهنية وأكاديمية متنوعة، من بينهم نور بن يوسف مقدمة الأخبار بقناة ”أنطينا طريس”، باولينو روص صحفي متخصص في الشؤون الاجتماعية، ممثل عن الحرس المدني الإسباني قسم مكافحة جرائم الكراهية، خافير فالينزولا صحفي وكاتب رأي، فيسينتي مارين محامي متخصص في قضايا الهجرة والجنسية، روسيو روكا محامية خبيرة في قضايا الهجرة والاندماج، أيوب هلالي ممثل وكاتب رأي في قضايا الهوية والتعدد الثقافي، إلى جانب أساتذة وممثلي جامعات إسبانية من مختلف التخصصات.
كما يشمل المؤتمر جلسات علمية وورشات عمل متخصصة، موائد مستديرة للنقاش المفتوح، شهادات حية من ضحايا الإسلاموفوبيا، وتبادل التجارب بين المشاركين، في إطار تعزيز التفاعل والتلاقح الفكري حول سبل التصدي لهذه الظاهرة.
على مدى يومين سيناقش الموضوع من زوايا مختلفة حضورياً داخل الكلية وكذلك عبر تقنية ومنصةZoom التفاعلية لمناقشة و تحليل دوافع ومظاهر الإسلاموفوبيا باستخدام مقاربات و وجهات نظر مختلفة من خلال محاور و جلسات موضوعاتية تتطرق إلى تحليل الموضوع من عدة جوانب.
أشغال الجلسة الإفتتاحية ستنطلق يوم 21 اكتوبر على الساعة 09:00 صباحاً، بكلمة رئيس الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين السيد أحمد خليفة و ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، الحكومة المستقلة لجهة الأندلس ومجلس مدينة ملقة.
وحسب التعريف الذي وضعه المجلس الأوروبي ولجنة القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري التابعة الأمم المتحدة، فإن الإسلاموفوبيا هي شكل من أشكال العنصرية و الكراهية التي تتجلى من خلال العداء والإقصاء والرفض أو الكراهية ضد الإسلام أو المسلمين أو الرموز التي لها علاقة بهذا الدين. يتعلق الأمر بظاهرة تحدث بشكل خاص في المناطق التي يشكل فيها السكان المسلمون أقلية، هذه الظاهرة يبدو تأثيرها جلياً في الدول الغربية.
ومن هنا تأتي أهمية عقد هذا المؤتمر الوطني السابع الذي يندرج ضمن البرنامج الوطني للحد من الإسلاموفوبيا و الذي يهدف إلى توفير الوسائل و الآليات التي تمكن المجتمع من التعرف، رد الفعل، والتصدي للمواقف والسلوكيات المعادية للمسلمين خصوصا بعد تصاعد خطابات الكراهية والأحداث التي عاشتها بعض الجهات الإسبانية كطوري باتشيكو وخوميا.
يتم تمويل هذا البرنامج من وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية و صندوق الإجتماعي الأروبي . كما يشهد المؤتمر هذا العام مشاركة إستثنائية، حيث تجاوز عدد المسجلين 700 شخص من مختلف أنحاء إسبانيا، بما يشمل جميع مناطق الحكم الذاتي و43 محافظة.
ويُعد الحضور المؤسسي لهذا العام علامة فارقة في تاريخ المؤتمر، إذ سجلت 55 إدارة عامة مشاركتها، وهو رقم غير مسبوق يعكس مدى إهتمام المؤسسات الرسمية بقضية مكافحة الإسلاموفوبيا كما انضمت 19 جامعة، و76 جمعية مدنية، إلى جانب 3 وسائل إعلام، بالإضافة إلى جهات أخرى مثل النقابات والأحزاب السياسية.
هذا التنوع في الجهات المشاركة يعكس اتساع دائرة الاهتمام المجتمعي والمؤسسي، ويؤكد على أهمية المؤتمر كمنصة وطنية للحوار والتغيير. ومن المقرر نشر قائمة الإدارات المشاركة لإبراز هذا الزخم المؤسسي، وتسليط الضوء على التزامها بمناهضة التمييز وتعزيز التعايش.
الإسلاموفوبيا في أرقام:
في عامي 2024 و2025، سجلت إسبانيا تطورات مهمة في رصد الإسلاموفوبيا، لكن الأرقام لا تزال مثيرة للقلق وتؤكد الحاجة إلى تدخلات أوسع.
وفقًا لتقرير وزارة الداخلية الإسبانية حول “تطور جرائم الكراهية في إسبانيا 2024″، تم تسجيل 1955 حادثة كراهية خلال العام، منها 804 حالة ذات طابع عنصري ومعادٍ للأجانب، وهي الفئة التي تشمل الإسلاموفوبيا. ولأول مرة، تم إدراج الإسلاموفوبيا كمؤشر رسمي مستقل في الإحصاءات الوطنية، مما يعكس الاعتراف بخطورة الظاهرة.
من بين هذه الحوادث، 20% منها نتج عنها إصابات جسدية، أي ما يعادل 385 حالة، بينما تم التعرف على الجناة في 71.9% من الحالات، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة.
أما على مستوى التجربة الشخصية للمسلمين، فقد كشفت دراسة أجرتها الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين في فبراير 2025 أن 47.5% من المسلمين في إسبانيا تعرضوا لاعتداءات عنصرية، لكن 6% فقط تقدموا بشكاوى رسمية. هذه الأرقام تؤكد استمرار ظاهرة الإسلاموفوبيا بصور متعددة، من بينها التمييز في أماكن العمل، الاعتداءات اللفظية والجسدية، والطرد من الأماكن العامة.
وتشير الجمعية إلى أن هذه الاعتداءات تتوزع على عدة مناطق، أبرزها: الأندلس، مدريد، كاتالونيا، أراغون، كستيا لمانتشا وكانتابريا، مما يعكس انتشار الظاهرة على المستوى الوطني.