مراسلون 24 ـ وكالات
حذر الرئيس السوري أحمد الشرع من أن تعثر مسار دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مؤسسات الدولة قبل نهاية العام قد يدفع تركيا إلى التحرك عسكريًا، محمّلًا بعض الأجنحة داخل “قسد” وحزب العمال الكردستاني مسؤولية عرقلة تنفيذ الاتفاقات الموقعة، وعلى رأسها اتفاق العاشر من مارس الماضي، الذي وصفه بأنه أول مسار يحظى بدعم أمريكي وتركي مشترك.
وفي مقابلة نُشرت اليوم الجمعة عبر تليفزيون سوريا نقلًا عن صحيفة “مللييت” التركية، شدد الشرع على رفضه مطالب “قسد” المتعلقة باللامركزية، معتبرًا أن القانون السوري رقم 107 يضمن 90% من هذا المبدأ إداريًا، وأن المطالبة بما هو أبعد من ذلك تمثل غطاءً لنزعة انفصالية مرفوضة. وذكر أنه قال للقائد الكردي مظلوم عبدي في لقاء سابق: “إذا جئت للمطالبة بحقوق الأكراد فلا داعي، فمبدئي أن الأكراد مواطنون سوريون متساوون، وأنا أحرص على حقوقهم أكثر منك”.
الرئيس السوري أشار إلى أن “قسد”، التي تجاهلت نداء عبد الله أوجلان بحل نفسها، باتت تشكل تهديدًا للأمن القومي التركي والعراقي، مؤكدًا أن أنقرة تجنّبت شن عمليات عسكرية ضدها مراعاة للمساعي السورية، لكنه حذر من أن هذا الصبر قد لا يستمر إلى ما بعد نهاية العام في حال فشل مسار الاندماج.
وحول المفاوضات غير المباشرة الجارية مع إسرائيل، قال الشرع إنه لا يثق بها، واصفًا استهداف مبنى الرئاسة ووزارة الدفاع في الهجوم الأخير بأنه “إعلان حرب”، لكنه أكد في الوقت ذاته أن التوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل لا مفر منه، رغم أن التزام تل أبيب بهذا الاتفاق يبقى موضع شك. وكشف عن أن محادثات بوساطة أمريكية بلغت مراحل متقدمة، وقد تُفضي إلى اتفاق خلال أيام، على غرار تفاهمات عام 1974، مستدركًا بأن هذا لا يعني بأي حال تطبيع العلاقات أو الانضمام إلى “اتفاقات أبراهام”.
الشرع اعتبر أن أحداث السويداء الأخيرة كانت “فخًا مدبرًا” استهدف إجهاض المفاوضات مع إسرائيل، مؤكدًا أن سوريا تعرف كيف تخوض الحروب لكنها لم تعد ترغب فيها. وأضاف أن بلاده استعادت موقعها في النظام الدولي، متحدثًا عن انخفاض بنسبة 90% في تجارة المخدرات، وعودة نحو مليون لاجئ رغم تعثر انطلاق عملية الإعمار.
وأوضح الرئيس السوري أن مشاركته المرتقبة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثل سابقة تاريخية، إذ أنها المرة الأولى منذ ستة عقود التي يشارك فيها رئيس سوري في هذا المحفل الدولي، واصفًا الأمر بـ”المنعطف الجديد” في مسار استعادة سوريا لدورها الإقليمي والدولي.