وزارة الداخلية القطرية: لقاء مُثمر مع معالي السيد عبد اللطيف حموشي

مراسلون 24

في سياق التعاون الأمني العربي، عرفت العاصمة القطرية الدوحة لقاءً بارزاً جمع بين اللواء خالد بن حمد العطية، رئيس الاتحادين الرياضي القطري والعربي للشرطة، ومعالي السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومدير المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالمملكة المغربية.

اللقاء، الذي أعلنت تفاصيله وزارة الداخلية القطرية عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس” (المصدر: وزارة الداخلية – قطر)، شكّل محطة مهمة لتأكيد المكانة المركزية التي أصبح يحظى بها المغرب في مجالات التعاون الأمني الإقليمي والدولي.

وخلال هذا الاجتماع، تم التباحث حول سبل تطوير آليات العمل المشترك بين الأجهزة الأمنية العربية في مجال الرياضة الشرطية، في وقت تتواصل فيه الاستعدادات لانعقاد اجتماعات الجمعية العمومية رقم (49) والمكتب التنفيذي للاتحاد العربي للشرطة في دورتيه (119 و120)، المقرر تنظيمها بدولة قطر. هذه اللقاءات المقبلة تعكس حرص الدول العربية على جعل الرياضة إطاراً إضافياً لتعزيز جسور التعاون بين مؤسساتها الأمنية، وتكريس صورة رجل الأمن العربي المنفتح على قضايا المجتمع، والمنخرط في نشر قيم الانضباط والتنافس الشريف.

الحضور المغربي في هذه المحطة لم يكن عادياً، فشخصية عبد اللطيف حموشي بما تمثله من كفاءة وخبرة استراتيجية، أعطت زخماً خاصاً لهذا اللقاء. فالمغرب، عبر مؤسساته الأمنية، وبالأخص المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يُنظر إليه اليوم كشريك استراتيجي لا غنى عنه في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، سواء تعلق الأمر بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، أو تعزيز التعاون الاستخباراتي بين العواصم العربية. اختيار قطر للدوحة كفضاء لهذه اللقاءات يعكس بدوره رغبة في جعلها مركزاً للتنسيق الأمني العربي، بينما المشاركة المغربية تترجم ثقة متزايدة في قدرات المملكة على صعيد الأمن والدبلوماسية الأمنية.

هذا البعد الجديد من التعاون يبرز كيف أصبحت الرياضة أداة دبلوماسية أمنية ناعمة، تسمح للأجهزة الأمنية العربية بأن تلتقي في فضاء بعيد عن لغة السلاح والتحديات الميدانية، لكنها لا تقل أهمية في تعزيز روابط التضامن وبناء شبكات ثقة بين المسؤولين الأمنيين. ويمثل لقاء العطية وحموشي رسالة واضحة بأن الأمن لم يعد يقتصر على الجانب الصلب، بل يشمل أيضاً الاهتمام بالبعدين الثقافي والرياضي كوسيلة لتوطيد العلاقات وتعزيز التعاون الجماعي.

إن هذا التقاطع بين الأمن والرياضة يعكس رؤية شاملة لمستقبل العمل الأمني العربي، حيث تتكامل التجارب والخبرات بين الدول، وتبرز شخصيات وازنة مثل عبد اللطيف حموشي كرموز لهذا المسار. فالرجل الذي حظي بثقة ملكية سامية، وتقدير دولي متزايد، بات اليوم واجهة للمغرب في كل المحافل، ولقاؤه الأخير مع المسؤولين القطريين هو دليل إضافي على أن التعاون الأمني العربي مقبل على مرحلة أكثر نضجاً وفعالية.