الرباط :ذ. محمد الداودي يكتب:
بقدر ما تشكل ألمناسبات ألوطنية لحظة للإسترجاع أمجاد الأمة عبر غور تاريخها الوطني الذي يمثل نبراس للإجيال ألمتعاقبة تستلهم منه قيم ألوطنية ومعاني ألتضحية في سبيل الأوطان.
على إعتبار أن من لاوطن له هو في الأصل تائه دون هوية مرجعية تؤطر الإحساس وألشعور بالإنتماء إلى بيت جغرافي يمثل ذلك ألحظن ألدافئ الذي نعود إليه مهما أبتعدنا عنه فإننا نجد الوطن دائما يسكن داخل وجداننا ولا يكاد يفارق بنية وجوهر وجودنا .
لكن بقدر ما يمثل الإحتفال بهذه ألمناسبات ألوطنية لحظة إستحظار وجداني لهذه القيم فإنه في نفس ألوقت مناسبة للتقيم ألزمني لقياس للإنجاز الحكومي في هذا ألمجال أو ذاك ، وهو نفس ألسياق الذي لمسناه مثلا في خطاب العرش الأخير الذي يمكن أن نعنونه بدعوة العاهل المغربي تعديل السرعتين التي يتم بهما تسير المغرب .
إذ أن مناسبة عيد الشباب هي الأخرى لا تعفينا من التأمل في واقع الشبيبة المغربية ومآلتها اليوم وفق تطور وتسارع مجموعة من مفاهيم ألقيم ألمستجدة التي باتت تتحكم في جزء من سلوك شباب اليوم.
بالإظافة إلى مستوى التعليم العمومي ببلادنا الذي يأتي حسب ألخطاب الرسمي في المرتبة الثانية بعد قضيتنا الوطنية .
هذا التعليم الذي أنهكته مخططات الإصلاح دون أن ينتج عن ذلك اي إصلاح منشود يمكن إعتماده كمرجعية منتجة للمعرفة ومؤهلة لولوج سوق الشغل .
الإحصائيات ألرسمية أيضا الصادرة عن المندوبية السامية.للتخطيط تخبرنا أن مستوى البطالة اليوم ببلادنا وصل إلى% 13.3% كما أن تعثر التعليم الاؤلي الذي بات عاجزا حتى على تحسين جودة القرأة والكتابة عند ألملايين من التلاميذ .
ينظاف إلى ذلك مستوى الكثير من خريجي الجامعات الوطنية التي هي الأخرى تتصدر مراتب جد متأخرة في الترتيب العام للجامعات الدولية .
في المقابل نسجل تطورا كبيرا على مستوى تعدد إهتمامات الشباب لا سيما أمام السيل ألجارف لشلال الأنترنيت بحيث باتت تشكل وسائل ألتواصل الإجتماعي متنفسا معتمدآ لا يخضع لحدود أو قيم وبالتالي أصبحنا نلاحظ تعبيرات مختلفة ألمشارب لشبابنا منها ما يندرج في إطار تكريس ألتفاهة كسلعة تعرف رواجا قل نظيره .أو تعبيرات فنية آخرى تعكس نوع من ألسخط وألرفض لواقع لا يرتفع
وبالتالي لم يجد هذا الشباب غير هذه الآليات العصرية كصندوق بريد إلكتروني يصل إلى أكبر عدد من ألمتابعين دون إذن مسبق .
حتى ألمجال الرياضي الذي من الممكن أن يمثل قوة دفع ومجال إستثمار وأبتكار وصقل للمواهب وترسيخا لقيم الوطن والمواطنة هو الاخر لم يسلم في الكثير من مشهده العام من حواجز أمام طموحات مشروعة لجزء من شبيبتنا إعتقدت عن حسن نية أن المجال الرياضي في حيز منه هو مجال للتربية على الممارسة ألديمقراطية ألواعية وألمسؤولة.
حكومة أخنوش يسجل لها انها قدمت رغبة أكيدة في الصورة التي ترى بها الشباب من خلال نمط ..الشطيح والرديح…ومن خلال تبرير فن ..مقودة..كعنوان للفنان بين قوسين طوطو .
ومن خلال أيضا ممارسة عادة الشطيح من طرف وزير شاب في عز فيظانات عرفها مغربنا الشرقي اناذاك ..
نتذكر ذالك جيدا والضبط على نغمات اغنية مهبول أنا ..
عيد الشباب وإن كان يمثل في المقام الاؤل ذكرى ميلاد صاحب إلجلالة الملك محمد السادس الذي نتمنى له بهذه المناسبة ألصحة وألسلامة والعمر المديد .
فإنه في نفس ألوقت مناسبة لطرح سؤال على هذه الحكومة عن برامجها في مجال الإدماج الإجتماعي والإقتصادي لفيئة الشباب .
سؤال عن مدى نجاح برنامج فرصة الذي فشل في مهده .
سؤال عن اسباب إرتفاع معدل البطالة .
سؤال عن إرتفاع نسبة العزوف عن ألسياسة في أوساط الشباب .
نسألها عن فشلها في مجال التعليم .
ونسألها عن فشلها في توفير فرص الشغل لفائدة خريجي معاهد ألطب وألهندسة وألعلوم ألمختلفة التي أصبحت دولة كندا تمثل لهم ألوجهة الأمثل مما هو متاح وطنيا .
هذا ألمتاح ألوطني الذي أخبرنا رئيس حكومتنا عمليا على مستوى قضاء فترة العطلة التي إختار أن تكون جنوب الأراضي الإطالية بمنطقة سردينيا التي لا تختلف كثيرا عن ظاية عوا بنفس جمالية الأشجار والماء .
وربما لو وجدت ظاية عوا الإهتمام السياسي أللازم لوجدنا رئيسة الوزراء الإطالية مالوني تقضي إجازتها هنا بين ظهرانينا لكن حسب علمي فإن ألمسؤولين هناك يقدمون ألنموذج لمواطينهم من خلال تشجيع منتجاتهم ألوطنية .
شبابنا ألمغربي تواق للحرية شغوف بالرياضة متلهف للدراسة مستعد للمساهمة في بناء وطنه ..
فهمو روسكم …وكفى من ألصراع حول تصدر قوائم الإنتخابات بنسب مشاركة متدنية دون فائدة تذكر .
محمد الداودي