مراسلون 24 – متابعات
شهدت المحكمة الزجرية الابتدائية بمدينة برشيد، ظهر يوم الاثنين، أجواء مشحونة ومواجهة كلامية حادة بين هيئة دفاع المتهم في قضية دهس الطفلة “غيثة” بسيارته على شاطئ سيدي رحال، من جهة، وبين دفاع الضحية وجمعية “ما تقيش ولادي” من جهة أخرى، خلال جلسة خصصت لمناقشة ملتمس السراح المؤقت.
“غيثة” في وضع صحي حرج..
افتتحت الجلسة بمنح الكلمة لمحامي الضحية، الأستاذ الصافي، الذي أكد أنه ينوب عن الوصي الشرعي للطفلة القاصر. وأبرز المحامي الوضعية الصحية الحرجة التي تمر منها “غيثة”، مطالبًا بتأجيل النظر في الملف إلى حين تحسن حالتها.
وأوضح الصافي أن الطفلة خضعت لعملية أولى وتنتظر عملية جراحية ثانية وصفها بـ”الخطيرة والمستعجلة”. وقدم للمحكمة صورًا لجمجمة الطفلة تُظهر أن الجروح لم تلتئم بعد، مشيرًا إلى أن طبيبها المعالج لم يتمكن من إصدار تقرير طبي نهائي بسبب تدهور حالتها.
التوفيق يشرعن الربا
كما التمس الدفاع إجراء خبرة طبية عاجلة، محذرًا من احتمال إصابتها بمضاعفات مثل نوبات صرع، أو شلل نصفي، أو تأخر عقلي دائم، مستندًا إلى سوابق قضائية استُبعدت فيها التقارير النهائية لصالح حماية الضحايا.
دفاع المتهم: السراح المؤقت حق مشروع
من جانبه، شدد دفاع المتهم على أن وصف الحادث بـ”الدهس العمدي” لا يستند إلى معطيات موضوعية، معتبرا أن الأمر يتعلق بحادثة سير عرضية لا تستوجب التكييف الجنائي الصارم.
وأضاف أن المتهم، وهو شاب في مقتبل العمر يدير شركة ويعيل أسرًا، لم يكن في حالة سكر ولم يكن يقود بسرعة، بل سارع إلى إسعاف الطفلة فور وقوع الحادث. وطالب بإطلاق سراحه مؤقتًا، معتبرًا أن الاستمرار في اعتقاله يُعد “إدانة ضمنية” قبل صدور الحكم.
ملتمسات إضافية..
أشار الدفاع إلى أن السيارة المحجوزة اقتُنيت بنظام القرض ويُدفع عنها أقساط شهرية، ملتمسًا استرجاعها قانونيًا. كما انتقد ما اعتبره “أحكامًا مسبقة” تصدر عن الطرف المدني، داعيًا لاحترام قرينة البراءة.
وشدد على أن المتهم يتوفر على كافة ضمانات الحضور، وأبدى استعداده لتقديم ضمانة مالية تفوق إمكانياته.
قرار المحكمة وتأجيل الملف
اختتمت الجلسة بقرار المحكمة حجز الملف للبت في طلب السراح المؤقت وضم باقي الملتمسات إلى جوهر القضية، مع تأجيل النظر فيها إلى 23 يوليوز الجاري. غير أن المحكمة قررت لاحقًا، بعد المداولة، رفض طلب تمتيع المتهم بالسراح المؤقت.
تفاصيل الحادث الذي هزّ شاطئ سيدي رحال
تجدر الإشارة إلى أن الحادث المأساوي وقع يوم الأحد 15 يونيو 2025، حينما كانت الطفلة “غيثة” برفقة أسرتها القادمة من إيطاليا لقضاء عطلتها الصيفية بشاطئ سيدي رحال، قبل أن تتعرض للدهس من طرف شاب في بداية العشرينيات كان يقود سيارة رباعية الدفع من نوع “توارك”، ويجر خلفها دراجة مائية “جيتسكي”.
وأثار الحادث موجة غضب واسعة وسط المصطافين ورواد الشاطئ، الذين عبروا عن قلقهم من غياب شروط السلامة، وطالبوا بمنع ولوج السيارات والدراجات المائية إلى المناطق المخصصة للأطفال والعائلات.