المغرب ..تصاعد مقلق لاعتداءات الشوارع ومشاهد العنف ومطالب بتدخلات حازمة لردع الجانحين

هشام العصادي – مراسلون 24

بعد التصاعد الاخير لموجات السرقة تحت التهديد بالسلاح الابيض وأعمال العنف في شوارع وأزقة بعض المدن المغربية ، إنطلقت حملة ” زيرو كريساج” بمبادرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في خطوة مواطنة تهدف الى تعزيز الامن المجتمعي والحد من الاعتداءات التي باتت تؤرق الشارع المغربي ،
وتهدف هذه الحملة الرقمية الى التوعية بخطورة الظاهرة على الامن العمومي عبر تعبئة واسعة النطاق يتم خلالها تصوير وبث فيديوات ومقاطع مصورة لمجموعة من عمليات السرقات والإعتداء على الاشخاص والممتلكات ،ونشر صور الفاعلين الجناة وذلك بهدف التعرف عليهم من طرف المشتكين والتبليغ بهم وضمان وصول الشرطة اليهم ،والقبض عليهم في أقرب وقت ممكن، وفي هذا الصدد أشار بعض المحللين للظاهرة الى أن نشر مقاطع الفيديو والصور التي توثق أفعال السرقة على مواقع التواصل الاجتماعي ، يمكن أن تمثل وسيلة ردع تساهم في توقيف مرتكبي هذه الافعال الاجرامية.

وتقترح الحملة الرقمية مجموعة من الاجراءات والتدابير للحد من هذه الظاهرة كتعزيز الانارة العمومية في النقط السوداء وتعميم نشر كاميرات المراقبة، والعمل على تكثيف الدوريات الامنية في المناطق التي تعرف إرتكاب سرقات وأعمال إجرامية متكررة ، وإقتراح برامج إجتماعية واقعية هادفة في أوساط الفئات التي تعاني الهشاشة والفقر المدقع.

تداعيات هذه الظاهرة الخطيرة على مجتمعنا وصل صداها إلى قبة البرلمان، حيث علمت مصادر الجريدة من مصادر مطلعة أن فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب وجه سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية حول ” الحد من انتشار عمليات السرقة المصحوبة بالتهديد والاعتداء بالسلاح الأبيض”.

وجاء في معرض السؤال أنه لوحظ تداول رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من الفيديوات التي توثق لعمليات سرقات مختلفة في شوارع مدننا ،وتزايد بعض الإعتداءات المتكررة يوميا على ممتلكات الغير وحتى على رجال الامن الذين لم يسلموا من تهديدات الجانحين وبالخصوص الرافضين للإمتثال لأوامر التوقف، مع تعرض المواطنين للتهديد والاعتداء بالاسلحة البيضاء في جنح الظلام وحتى في واضحة النهار بالاستعانة في بعض الاحيان بدراجات نارية لتسهيل عملية الهروب والإفلات من قبضة رجال الأمن ،وهو الشيء الذي بات يخلق نوعا من القلق والفزع والرعب في نفوس الناس، خصوصا الفئات الاكثر عرضة وهم المتوجهون لعملهم في الصباح الباكر أو المرور من أماكن خالية من الناس.
في هذا السياق، كشفت مصادر أمنية لوسائل الاعلام أن مصالح الأمن الوطني أصبحت تعتمد بشكل كبير على المقاطع المصورة التي يتداولها المواطنون، على مواقع التواصل الاجتماعي : “الفيسبوك والتيك توك ” بل أضحت بمثابة بلاغات جماعية فورية، يتحرك الامن الوطني على أساسها. وإعتبرت أن هذا الشكل الجديد من التعاون يجسد مفهوم “الأمن التشاركي”، حيث يُنظر إلى المواطن كعنصر فاعل في إستباق الخطر.

ومن الامثلة الحية على الاعتداءات التي طالت مجموعة من المواطنين خصوصا بعد شهر رمضان الابرك :
بسلا إستنفرت المصالح الأمنية التابعة للأمن الإقليمي ، مختلف مصالحها بعد ظهور فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة 11 أبريل ، يظهر فيه سيدة تعرضت للإعتداء في واضحة النهار من طرف جانحين قاما بإعتراض سبيلها وسرقتها تحت التهديد بالسلاح الأبيض بعدما كانت في حال سبيلها و سلبها حقيبة يد كانت بحوزتها .
كما تم استدعاء سائق الحافلة التي تسببت في دهس السيدة أثناء الاعتداء وإصابتها في قدمها دون إبداء اي ردة فعل جراء الحادث او تقديم المساعدة لشخص في خطر .

قبل ايام قليلة وثقت الكاميرا سطوًا مثيرًا على وكالة للتأمين بفاس.. حيت تم اقتحامها من طرف مجهول، و تهديد الموظفة بالوكالة والتمكن من سرقة 10 ملايين سنتيم في ثوانٍ ولاذ بالفرار مع زميله على مثن دراجة نارية.

في سياق الإعتداءات بالسلاح الابيض لم يسلم منها حتى المسؤولون حيث تعرض محمد النجار، نائب رئيس المجلس الجماعي لمدينة سلا مساء يوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، أثناء قيامه بمهمة ميدانية بساحة سوق الغزل بالمدينة العتيقة لإعتداء ، مما أسفر عن إصابته بجروح على مستوى الرأس والذراع جراء طعنة بالسلاح الأبيض من طرف أحد الأشخاص وإستدعت إخضاعه لعملية جراحية مستعجلة .

في ذات السياق تعرّض أحد رجال الأمن الخاص العاملين بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة الجديدة، خلال الأسبوع الجاري، لإعتداء شنيع بواسطة سلاح أبيض داخل قسم المستعجلات، مما تسبب له في إصابة خطيرة على مستوى الوجه تطلبت تدخلاً طبياً عاجلاً.. وحسب مصادر مطلعة لـوسائل الاعلام المحلية، فإن الضحية تفاجأ بشخص في حالة غير طبيعية، تبدو عليه آثار التعاطي لمواد مخدرة، يُرجح أن تكون أقراص مهلوسة ،وهو يقتحم القسم موجهاً كلاماً نابياً للطبيبة المداومة، مطالباً إياها بفحصه تحت التهديد وباستعمال القوة والسلاح الأبيض.. وبمجرد تدخل رجل الأمن الخاص لمحاولة تهدئة الوضع ومنع المعتدي من التمادي في سلوكه العدواني، أقدم الأخير على توجيه ضربة قوية له بسكين كبير على مستوى الوجه، مما خلّف له تشوهاً بارزاً تطلب إسعافه بشكل مستعجل.. وقد جرى توقيف الجاني من طرف العناصر الأمنية التي حلت على وجه السرعة بعين المكان .

وذي صلة بالموضوع وللحد من ظاهرة هذه الاعتداءات فإن السلطات الأمنية أطلقت حملة واسعة النطاق خلال الأيام الأخيرة في العديد من المدن المغربية كطنجة وأكادير وفاس ، إستهدفت من خلالها الشبكات الإجرامية والعناصر المتورطة في ترويع المواطنين، خصوصًا في الأحياء التي تشهد إرتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإعتداءات والإتجار غير المشروع بالمخدرات والأسلحة البيضاء.