مراسلون 24
تُقدم ماجدة بوعزة، الإعلامية المغربية المقيمة في الديار الألمانية، إصدارها الجديد “هوية المهاجرين المغاربة وسؤال الاختلاف الثقافي في السياق الألماني: دراسة سوسيولوجية”، يوم الخميس المقبل، برواق النقابة الوطنية للصحافة المغربية خلال فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
وترنو الدراسة، الصادرة عن مؤسسة باحثون التي قدمها الأنثربولوجي المغربي عياد أبلال، إلى فهم التجربة الهجروية للمغاربة الذين حلوا بألمانيا حديثا، بعد أن تبدد جزءٌ مهم من أحلامهم التي كانت من أهم محركات قرار الهجرة.
وترسم الدراسة السمات الجديدة للهوية التي تتشكل عقب هذه التجارب، وذلك من خلال مقارنة التصورات القبلية مع التجارب الفعلية، وما تحدثه المواجهة مع الواقع الأوروبي المختلف من تفاعلات في ظل الاختلافات الثقافية المطروحة بين السياقين المغربي والألماني على مختلف المستويات.
وترى الإعلامية التي زاوجت في مسارها بين عملها الإعلامي وبحثها الأكاديمي على موضوع الهجرة واللجوء، أن كتابها “محاولة لتسليط الضوء على تجربة هجرة المغاربة إلى ألمانيا، التي تحاوطها التحديات الثقافية المرتبطة خاصة بالجانب الديني والقيمي، في محاولة لفهم تصورات تبناها المهاجرون اعتمادا على صور وتمثلات بُنِيَت حول الغرب عموما، تناقض أحيانا ما يعايشونه خلال خوض التجربة”.
طرح موضوع الدراسة، جاء حسب مضمون الكتاب “في ظل التعقيدات المعاصرة التي تطال قضايا الهجرة والهوية الثقافية، وكمحاولة لفهم تجارب المهاجرين المغاربة ومدى انعكاسها على تشكل هوياتهم”، إذ ترى ماجدة بوعزة أن الأمر “يحدث لدى فئة من المهاجرين انكسارات متفاوتة، يكون رد الفعل حولها محاولات لتعريف الذات من جديد، والبحث عن تشكيل هوية تعينهم على الاستمرار، إما بالتأقلم والمقاومة”.
ويبرز الإصدار الجديد أيضا الظروف التاريخية والاجتماعية المؤطرة لحركة الهجرة المغربية إلى ألمانيا منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي إلى اليوم، ويحلل مدى انفتاح ألمانيا على المغرب، بصفة خاصة، كوجهة لجلب اليد العاملة، رغم التحديات السياسية والاجتماعية، المتمثلة خاصة في تصاعد اليمين المتطرف ومعاداة الإسلام، اللذان يعدان حجر عثرة في طريق الاندماج.
وأكد الأنثربولوجي، عياد أبلال، في تقديمه للمؤلف، أن ماجدة بوعزة، تقدم في كتابها الجديد “رحلة شيقة في مسارات الهجرة المغربية في ألمانيا، بكل ما يقتضيه الأمر من منعرجات في جغرافيا الهوية والاندماج، والإقصاء والاستبعاد الناتجين عن سوء الفهم في المرجعيات والسياقات، حيث تلعب الثقافة دوراً كبيراً في تجسير الهوة بين الشعوب والانتماءات”.
وأشار إلى أن “التوصيات التي ينتهي بها هذا الكتاب نجد فيها خارطة طريق لتفعيل الحضور الحضاري والثقافي للمغرب في ألمانيا”.