عبد العزيز ملوك
بتصريح المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض الأمريكي، جون كيربي، الذي أكد من خلاله في مقابلة مع شبكة “سي أن أن” الخميس الماضي كون الجيش الإسرائيلي استخدم برنامج للذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد الأهداف التي قصفها في غزة، يكون قد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الحروب القادمة سوف تكون حروب خوارزميات بدل حروب غرف العمليات التقليدية أو منصات الصواريخ الباليستيكية.
تصريح المسؤول الأمني الأمريكي تعززه الدقة المتناهية في اختيار الأهداف أثناء الحرب الاسرائيلية على غزة وعمليات تصفية الكثير من القادة العسكريين والسياسيين بكل من فلسطين ولبنان وإيران خلال السنة الماضية.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه تفاصيل الاستخدام العسكري الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي سرية إلى حد كبير، فإنه، سبق لمجلة الغارديان البريطانية أن أثارت موضوع استخدام الجيش الإسرائيلي لبرامج متعددة للذكاء الاصطناعي خلال هته الحرب،لافتة الانتباه أنه تتم تغذية هذه البرامج بالبيانات، على أن يقوم لوحدها باختيار “الأهداف” المراد قصفها في قطاع غزة،بما فيها الجماعات المسلحة الفلسطينية وقادة المقاومة.
بالإضافة الى برنامج عديدة للذكاء الاصطناعي، تستخدم الآلة الجهننية العسكرية الإسرائيلية أخطر برنامج على الإطلاق عرفته البشرية يسمى برنامج “بالانتير” الذي يمكن من التعرف على الوجه من خلال صور الأقمار الصناعية أو محرك البحث غوغل أو الصور المخزنة قي ذاكرة الهواتف النقالة أو مواقع التواصل الاجتماعي ويمتلك قدرة كبيرة على تحديد هوية الأشخاص في جميع أنحاء العالم بجمع صور وجوههم وفهرستها وتحديد أسماء ومواقع أصحابها في ثوان معدودات.
فهل تعرفون برنامج “بالانتير” للذكاء الاصطناعي؟ كما يعرفكم؟
خلال السنة الماضية قررت “بلانتير” عقد أول اجتماعات لها مع خبراء الذكاء الاصطناعي الاسرائلي المتضرر وتوقيع اتفاقية جد سرية مع وزارة الحرب الإسرائيلية، اتفق بموجبها الطرفان على تسخير تكنولوجيا “بالانتير” المتقدمة لدعم المهام المتعلقة بالحرب الاسرائيلة على غزة حيث اقتنى بموجبها الجيش الإسرائيلي من هته الشركة الأميركية الرائدة في الذكاء الاصطناعي منصة ذكاء اصطناعي تُستخدَم لاتخاذ قرارات مصيرية بشأن تهديد أهداف محتملة ومهاجمتها وقتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين الأبرياء في غزة.
فمن يكون أليكس كارب،الرئيس المدير العام لشركة الذكاء الاصطناعي “بالانتير” ؟
في لقاء له مع مجلة “لو نوفيل أوبسرفاتور” الفرنسية، سأل ” أليكس كارب” الذي صنفته التايمز الأمريكية ضمن قائمة 100 مؤثر للذكاء الاصطناعي في العام لسنة 2023، عن تعامله مع دول لا تحترم حقوق الإنسان مثل… فكان جوابه: نحن نبيع لبلدان معينة في الشرق الأوسط… لديهم مدونة أخلاقيات خاصة بهم لا تتطابق تمامًا مع مدونتنا”.
عملت “بالانتير” مع الحكومة والجيش الإسرائيلي لتحويل فلسطين إلى ساحة اختبار للعسكرة الرقمية، استخدمت من خلالها الشركة سيلًا من البيانات المستخرجة من الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك بيانات حسابات الفايسبوك وتويتر ورسائل البريد الإلكتروني، وسجلات المكالمات، وأرقام الهواتف، ورسائل الواتساب، والمواقع الجغرافية على غوغل مابس لتغذية أنظمة استهداف تنبؤية، يمكن تشغيلها عن بُعد عبر برامج فتاكة سهلة الاستخدام.
فهل عرفتم وفهمتم الآن، كيف كنا خدعة لبرامج التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري بالمجان ؟
عبد العزيز ملوك.