أرواح موتى المقابر بسلا تئن من نقص الوعاء العقاري

هشام العصادي

دق مجموعة من الفاعلين المحليين بمدينة سلا ناقوس الخطر بخصوص أزمة المقابر بمدينة سلا ، التي تتزايد يوما بعد يوم وموسم يلي موسما آخر، مع العلم ان العديد من مقابر المدينة قد تم إغلاقها بشكل نهائي خلال السنوات الأخيرة، بينما تستدعي أخرى إهتمام أكبر من قبل السلطات المحلية، مرجعين أصل المشكل إلى تخلف مجلس المدينة من أجل التعجيل بإيجاد حل جذري وعاجل للمشكل .

وأجمع عدد من الفاعلين الجمعويين من خلال تصريحات متطابقة لمراسلون 24 ، على أن مقابر مدينة سلا لن تعد قادرة على استيعاب موتاها خلال السنوات القادمة؛ الأمر الذي يستدعي توسيع الوعاء العقاري في أقرب وقت، لكن المجلس الجماعي يصطدم بمشكل غياب الأراضي الجديدة، لا سيما أن جلها قد خصص في السنوات الأخيرة لإسكان قاطني دور الصفيح من قبيل حي الصفيحي سهب القايد والديبو وأحياء صفيحية أخرى .

أزمة المقابر بين مجهودات جمعية تدبير المقابر ونقص الوعاء العقاري

نوه العديد من النشطاء المدنيون بمدينة سلا المجهودات المبذولة من طرف جمعية تدبير مقابر سلا ، والتي يبقى من أهم مهامها صيانة وتدبير مقابر سلا ، مبرزين في ذات الحين الأدوار الأخرى المنوطة بالجمعية ، ومنها على الخصوص الحفاظ على حرمة المقابر والقيام ببعض الأنشطة التحسيسية وحملات النظافة المستمرة .

جمعية تدبير مقابر سلا .. يقظة دائمة رغم الإكراهات

و في الوقت الذي يُوجه فيه السكان انتقادات لاذعة للوضعية “المزرية” التي توجد عليها بعض مقابر سلا ، قال السيد مروان بوراس رئيس جمعية تدبير مقابر سلا التي تُعنى بتسيير المقابر، إن مقبرتي سيدي بلعباس وباب المعلقة تعدان من بين أحسن المقابر بالمنطقة والجهة عموما ، وتنخرطان في دائرة تنموية قائمة بالأساس على البعد الإنساني والاجتماعي، لإعطاء التعاون الاجتماعي مدلولا ماديا يلامس الواقع اليومي للمواطن السلاوي .

وأضاف مروان بوراس ، في تصريح لمراسلون 24 أنه رغم بعض التصرفات غير المسؤولة التي يتم رصدها داخل بعض المقابر ، كأعمال التخريب والهدم التي تطال بعض المقابر او الأجزاء الخلفية للأسوار والتجاوزات والخروقات المسجلة من طرف بعض الأشخاص ، إلى غير ذلك من ضبط بعض حالات التسلل للمتشردين والجانحين، إلا أن الجمعية تسعى بصفة دائمة إلى احتواء المواقف الصعبة ومعالجة المشاكل المطروحة، بما يلزم للحفاظ على المستوى الجيد والوجه المشرف لمقابر سلا .

وأورد السيد ياسين وهو فاعل جمعوي بمنطقة حي السلام أن إيجاد الوعاء العقاري للقبور أصبح حاليا هاجسا يعيشه المواطن والمسؤول السلاوي على حد سواء بالمدينة ، من اجل تفادي تشويه المشهد العام لمقابر سلا وحرمان زوار أهالي الموتى من الممرات والمعابر المفروض توفرها بجميع الأجنحة بالإضافة إلى ضرورة التسريع بإيجاد حلول أخرى كتوفير المياه وتسييج جل المقابر بالمدينة لتجنيبها ترامي المتشردين والمنحرفين والمشعوذين عليها ، وما يعقبه ذلك من تعد على حرمة القبور وممارسة شتى أنواع الرذائل.

وطالبت احدى الفاعلات الجمعويات بوجوب توفير قبور لساكنة مدينة سلا ، إذ إن الأراضي المخصصة للمقابر حاليا أصبحت غير كافية، وتتطلب جهودا لفتح مقابر أخرى، واعتبارا للحساسية التي يثيرها استغلال المقابر بالوضع الحالي، خاصة بالمدن ذات الكثافة السكانية العالية للمدينة كمدينة سلا المليونية ، وهو ما يحتم على الجهات المسؤولة التحرك لحل المشكل. متسائلين عن التدابير التي ستتخذها الجهات المعنية لعلاج هذه الوضعية في أقرب الآجال من خلال توفير الوعاء العقاري وتسييج المقابر وتعهدها بالنظافة والحراسة.