عبد العزيز ملوك.
لا أدري ومن قال لا أدري علمه الله ما لا يدري خلفيات استقطاب النظام العسكري الجزائري لمهاجرين مغاربة ببروكسل وشحنهم إلى الجزائر لاستفزاز المملكة المغربية الجارة ليس إلا.
هكذا فتحت الجزائر اليوم فصلاً جديدًا في سلسة مسرحياتها الهزلية التي لا تنتهي وهي تراقب عن كثب هذآ الإجماع العالمي في موضوع مغربية الصحراء والوحدة الترابية للمملكة المغربية.
“جمع كمشة متسكعين” فارين من القضاء المغربي على خلفية قضايا جنائية من شوارع بروكسل،وشحنهم إلى قصر الأمم بنادي الصنوبر العسكري بالجزائر، وإطلاق تيمة (thème) “يوم الريف” على هذا الملتقى الاستخباراتي، يذكرنا بتلكم الواقعة التي ليست لوقعتها كاذبة حينما أقدمت المخابرات العسكرية الجزائرية سنة 2010 على تسفير أكثر من 70 من مرتزقة البوليساريو من مطار العيون إلى بومرداس عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ومن ثم الى مطار الهواري بومدين بالجزائر.
كان حينها مبرر السفر إلى الجزائر حضور أشغال الجامعة الصيفية ببومرداس،لكن الهدف الحقيقي هو تنظيم مخيم احتجاجي ضاحية العيون، تم إنشاؤه اوائل أكتوبر 2010 واستمر إلى حين تفكيكه في نوفمبر ،وقعت فيه أحداث دامية في أعقاب تفكيكه نوفمبر نفس السنة.
وحتى نذكر من يريد أن يتذكر من المؤمنين والأمنيين فإن مطالب المحتجين( المحتجزين )،حينها من سكان المخيم كانت سلمية في البداية،لتتسم فيما بعد بصدامات بين سكان المخيم المؤطرين من قبل مجموعة بومرداس وقوات الأمن كان ضحيتها أزيد من 11 نفرا من عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية والقوات المساعدة الأوفياء لشجرة الأوفياء،بشكل شنيع تأنف منه نفوس البشرية.
طبعًا القاعة التي احتضنت اليوم،لقاء شباب الريف المغرر بهم من طرف المخابرات العسكرية الجزائرية كانت ممتلئة بمواطنين جزائريين حضروا تحت شعار : إما الحضور أو قطع المعونة، وهذا أمر لا تتناطح فيه عنزتان،لكن قمة الكوميديا فهي كثرة القوات التلفزيونية الجزائرية التي غطّت هذا الحدث “العبث” مباشرة و كأنه افتتاح كأس عالمية أو ألعاب شتوية لغاية واحدة ووحيدة هي استفزاز المملكة المغربية الجارة بطريقة لا تخدع حتى الهواة.
فماذا لو،نظمت أحد جمعيات المجتمع المدني المغربي، مؤتمرًا عالميًا لدعم قضية القبائل الذي يدعو إلى تقرير مصير منطقة القبائل (الماك) ووفرت لها مقر مؤقت وحشدت لها آلاف الأنصار من جزائري فرنسا،خاصة وأن قضية القبائل باتت تحظى اليوم أكثر من ما مضى بدعم دولي حقيقي من بعض الدول.
لكن مملكة محمد السادس الذي علمنا، أن نكتب مبادئنا بقلم حبر جاف لتظل راسخة،ونكتب أراءنا بقلم الرصاص حتى يسهل تعديلها فهي مشغولة بما هو أهم وأرقى من الانحدار إلى هذه المسرحيات الصبيانية، فشتّان بين أخلاق الملوك وشطحات “السكايرية والكاس يدور”.
بقي في الأخير أن أشير إلى أن الوطني الكبير المقاوم عبدالكريم الخطابي رحمة الله عليه لم يكن يوما من الأيام انفضاليا أو خائنا لوطنه ولملكه ، بل كان وفيا سليل الأوفياء؛ قاوم ودافع على وطنه الأم المملكة المغربية وكان شعاره رحمة الله عليه الله الوطن الملك.
🇲🇦🇲🇦🇲🇦
عيشي يا بلادي الغالية يا حبي لكبير.