هشام العصادي – مراسلون 24
تعرف مدينة سلا المليونية كما هو الشأن في الجارة الرباط قبل أسابيع والعديد من المدن المغربية الاخرى ظاهرة تنامي الاحتلال الملك العمومي بشكل مرهب ، حيث الفوضى والاهمال والعشوائية هي سيدة الموقف بالشارع العام بسلا، وذلك راجع للإحتلال الذي يقوم به عشرات بل ومئات الباعة المتجولين،الذين حولوا أزقة المدينة وشوراعها الكبرى إلى سوق عشوائي قار، إضافة الى مشاهد مرعبة لاحتلال التجار وأرباب المقاهي لمساحات وفضاءات الشارع العمومي،والذين أضحوا يعتبرونها حقا مكتسبا لهم بحكم الاقدمية في ممارسة التجارة حتى عاد الرصيف ملكا لأصحاب المحلات التجارية وليس للمواطنين .
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن تحرك السلطات بالعاصمة الرباط جاء بعد مراسلة وجهها سكان مقاطعة اليوسفية إلى محمد يعقوبي، والي الرباط، اشتكوا فيها من الفوضى والتسيب اللذين يعرفهما حيي التقدم والنهضة، في ظل تجاهل مصالح الجماعة ومجلس المقاطعة لمطالبهم بمعالجة مشكل احتلال الملك العمومي من طرف الباعة بالتجوال، وقال السكان المشتكون إن «الوضع الذي بات عليه الحي، والفوضى التي تعمه بالإضافة إلى باقي شوارع وأزقة سلا، فاق التحمل .
مع هذه التصرفات أضحى حق المرور لا يتم إلا بشق الأنفس اوإختيار المرور بقارعة الطريق ومزاحمة السيارات والحافلات والدراجات التي تشكل خطرا محدقا بهم يعرضهم لحوادث السير .
وفي هذا السياق وللحد مع هذه الظاهرة شنت السلطات المحلية بالمدينتين و تحت إشراف السادة رؤساء الداوئر الحضرية ، بداية الأسبوع الجاري، ولحدود كتابة هذه الاسطر حملة واسعة وشرسة لتحريرالملك العمومي من الاحتلال العشوائي، في كل من حي الرحمة ، حي الانبعاث( شارع ابن الهيثم ، شارع واد الرمان، السهلي) سوق شارع الفداء وشارع النصر بحي العيايدة ، سوق مازة ، بسلا حيث قامت بإزالة الاغطية الواقية من الشمس (الباش) مع كل الاضافات الغير القانونية من سياجات حديدية ومثبثات ارضية وجدران وزليج وأغرسة مستعينين بألة الهدم (الطراكس) والشاحنة لحجز كل المخلفات.
وتهدف هذه الحملة التطهيرية المستمرة حاليا الى تحسين المنظر العام للشارع العمومي وفرض إحترام الملك العمومي والانضباط للقانون مع إعطاء وعود بحسب مهنيين بفرض صيغة أخرى للغطاء الواقي من الشمس والذي يكون متحركا وبلون موحد حتى يضيف للشارع جمالية .
ولقيت الحملة التمشيطية ذاتها إستحسانا من لدن المواطنين ومن مستعملي الطريق والمهنيين وأرباب سيارات الاجرة والذين طالبوا اكثر من مرة بتسهيل الولوج الى شوارع مثل هذه الاحياء الشعبية التي يجدون صعوبة للسير بها من اجل تقديم خدماتهم لساكنتها في ظروف افضل ، في حين يتسائل عدد من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن مسؤولية المنتخبين والجماعة التي ترخص لهؤلاء التجار أصحاب المحلات التجارية والمهنية كالمقاهي والمطاعم والمتاجر والورشات عبر الشوارع الرئيسية للمدينة في غياب تام المراقبة حيث تنمو العشوائية وتزداد .
في السياق ذاته يتساءل عموم المواطنين عن مصير شوارع اخرى تعيش نفس الظاهرة بسلا على الخصوص في كل من احياء: المريسة ،قرية سيدي موسى ،حي السلام، حي سيدي موسى وأسواق عشوائية بها، وهل ستعم الحملة ذاتها كل ارجاء المدينة ام ستقتصر فقط على التجار الصغار حسب ذات المتحدثين..
و كانت جمعيات ومهنيين ومواطنين وفاعلين مدنيين قد طالبوا عبر مراسلات كتابية والي جهة الرابط سلا القنيطرة وعامل سلا من اجل وضع حلول عملية من شأنها القضاء على هذه الظاهرة بتنبي حلول واقعية وبدائل ناجعة تصب في مصلحة الجميع تجارا وساكنة .
وذي صلة بالموضوع فقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوات بثثها وسائل الاعلام الرقمية المحلية في مواكبة للسلطات المحلية في عملها وتوثيق الساعات الاولى لإنطلاق الحملة ، مما ساهم ايجابا في تدارك التجار والباعة في احياء مجاورة أهمية هذه الحملة، ومبادرتهم بالامتثال للقانون وإزالة كل الاغطية الواقية قبل حلول السلطات وفرض قرارتها بالقوة.