تقرير تركيبي لطلبة وخريجين.
في إطار الأنشطة البيداغوجية الميدانية التي تنظمها كلية العلوم القانونية والإقتصادية والاجتماعية بمدينة مكناس، نظمت هذه الأخيرة، يوم الأربعاء 24 ماي 2023، بشراكة مع مركز جاك بيرك للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية والإنسانية زيارة ميدانية إلى المؤسسات الدستورية، خاصة مؤسستي مجلس النواب والمحكمة الدستورية.
كان الهدف من هذه الزيارة، حسب الجهات المنظمة، هو تقوية قدرات الطلبة وفتح فضاءات أوسع أمامهم بغية تمكينهم من المهارات التي ستفيدهم في مسارهم الأكاديمي والمهني.
بعد تجمع المشاركين امام مركز الدكتوراه التابع للكلية، ألقى السيد عميد هذه الأخيرة، مرفوقا بكل من السيد الكاتب العام، والسيد نائب العميد المكلف بالعلاقات الخارجية ومدير مركز دراسة الدكتوراه، والسيد نائب العميد المكلف بالشؤون الطلابية والأكاديمية، -ألقى- كلمته الترحيبية ومتمنياته بالتوفيق والسداد والسلامة لجميع المشاركين، كما نوه وأشاد بهذه المبادرة التي يقوم بها السادة الأساتذة الأجلاء، أعضاء اللجنة التنظيمية، مع توجيه توصية إلى جميع المشاركين بضرورة التحلي بروح المسؤولية، والانضباط، والالتزام بتعليمات السادة الأساتذة طيلة فترة هذه الزيارة. طالبا منهم تمثيل الكلية أحسن تمثيل، كما حتهم على اعتبار أنفسهم سفراء للكلية، مع تجسيد صورة جيدة عن ما تنتجه هذه الأخيرة من نخب طلابية.
وبعد الوصول إلى مدينة الرباط، وبالتحديد إلى مقر مركز جاك بيرك للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، تم إستقبال الوفد الجامعي من طرف مسؤولي المركز، إذ تم تنظيم زيارة لجميع مصالح المركز البحثي الفرنسي، من قبيل المكتبة والخزانة العلمية، ومصلحة الإعلاميات، فضلا عن زيارة مكاتب الباحثين المقيمين والزائرين، الذين ياتون للمركز من جميع البلدان، بما فيها دول أمريكا الشمالية.
بعد استراحة غداء بأحد المطاعم الإيطالية، القريبة من مركز جاك بيرك، تم التوجه مباشرة إلى مؤسسة مجلس النواب، حيث افتتحت الزيارة بكلمة ترحيبية من طرف السيد محمد شيبا، المسؤول عن العلاقات العامة بالبرلمان، معربا عن سروره بهذه الزيارة، كما أشاد بسمعة الكلية وجامعة مولاي إسماعيل، ومستوى أطرها وخريجيها. وتناول السيد شيبا، في مداخلته، مهام واختصاصات البرلمان، على سبيل المثال لا الحصر: تقييم السياسات العمومية، ومراقبة العمل الحكومي، والدبلوماسية البرلمانية. فضلا عن ذلك، تحدث السيد شيبا عن مسطرة التشريع، ومختلف اللجان الدائمة بالبرلمان.
وبعد ذلك، تقدم السيد بوبكر الفقيه التطواني، مدير التشريع بنفس المؤسسة الدستورية، بكلمته الترحيبية، تلاها عرضا حول التطور التاريخي للبرلمان المغربي، وأهم المراحل التي عاشتها التجربة البرلمانية المغربية منذ سنة 1953 إلى يومنا هذا. كما تحدث، السيد بوبكر الفقيه التطواني، عن بعض الشخصيات المهمة في التاريخ البرلماني للمملكة المغربية، من قبيل المرحوم عبد الرحيم بوعبيد، والمرحوم المهدي بن بركة.
وبعد ذلك، أدلى السيد الصديق النخلي، إطار بمجلس النواب، بكلمته وأشاد بهذه الزيارة والمبادرة الطيبة والمهمة، كما تحدث عن المستوى التعليمي العالي للأطر الادارية بالبرلمان، وعن بعض الاكراهات العملية التي تواجههم أثناء تأديتهم لمهامهم.
وبعد مداخلات أطر مؤسسة البرلمان، فتح باب النقاش وتقديم الأسئلة أمام الطلبة الباحثين، قبل أن يتم إطلاعهم على خزانة البرلمان، ورواق الصور، و قاعة الجلسات الخاصة بمجلس النواب. وأختتمت هذه المحطة بأخد الوفد الجامعي لصور تذكارية داخل قاعة الجلسات، وأمام الباب الرئيسي للمؤسسة التشريعية.
بعد ذلك، توجه الوفد الطلابي إلى مقر المحكمة الدستورية. وفي هذا الإطار، قدما الأساتذة الباحثون بكلية الحقوق مكناس: السيد ادريس فخور والسيد هشام ونزار، كلمة تأطيرية حول أدوار وهيكلة المحكمة الدستورية، فضلا عن طرق تعيين أعضائها، والمدة المحددة لهم، بالإضافة إلى كلمة الأستاذ محمد الفاضلي، أستاذ باحث بنفس الكلية، الذي تحدث بدوره عن التطور التاريخي للمحكمة الدستورية، والمكانة الدستورية التي تحظى بها هذه الأخيرة، قبل أن تختم الزيارة بأخد الوفد لصورة تذكارية أمام مقر المحكمة.
وبعد ذلك تم التوجه إلى ساحة المشور السعيد، بالقصر الملكي، التي تعتبر ارثا تاريخيا هاما بالعاصمة الإدارية، حيث ألقى الأساتذة محمد جعفر وأحمد الراشدي، أساتذة باحثون بكلية الحقوق مكناس، كلمتهم التأطيرية حول تجسيد البيعة في النظام السياسي المغربي، كما قدما نبذة عن التاريخ العريق لهذه الساحة، وما تشهده من إحتفالات سنوية خلال عيد العرش المجيد.
بعد ذلك تم التوجه إلى متحف محمد السادس للفنون المعاصرة، والذي تم من خلاله إكتشاف مجموعة من اللوحات التشكيلية لمختلف الفنانين الوطنيين والدوليين. هذه الزيارة تصادفت مع تقديم لوحات ورسومات تشكيلية ممتازة، أنجزها رسامون تشكيليون من دولة البنين. قبل أن تختم الزيارة بأخذ صورة تذكارية أمام المتحف، تلتها استراحة شاي من اجل تقييم الزيارة البيداغوجية من طرف المشاركين، قبل العودة إلى مدينة مكناس.
إن ما يمكن إستنتاجه بناء على هذه التجربة الغنية، أن الزيارات الميدانية البيداغوجية تساهم في الرفع من مستوى الطالب، وذلك من خلال إكتشافه للواقع بعيدا عن أحكام القيمة، و”الكليشيهات” التي يمكن أن تتسرب له نتيجة عدة عوامل، من بينها عدم تمييزه بين التحليل العلمي وتحليل المواطن العادي غير المتخصص ( l’analyse profane). فضلا عن ذلك، تسمح مثل هذه الزيارات، بالنسبة للطالب الباحث المسجل في كلية الحقوق، من ملاحظة الواقع ومقارنة النص القانوني مع هذا الواقع. بالإضافة إلى تعبئة الطالب، المشارك في مثل هذه الأنشطة، لمناهج سبق وأن درسها في مساره الأكاديمي، كمنهجية المقابلة نصف الموجهة والملاحظة بالمشاركة.
ساهم في إنجاز هذا التقرير التركيبي طلبة وخريجي جامعة مولاي إسماعيل مكناس: ابراهيم خليل الضاضي، زكرياء بياض، ايمان بنجيلاني، عزيز حجاجي، زهير عربوج، فاطمة الزهراء الغريسي، عمر بن رحو، محسن زين الدين، لمياء أزدوح، هدى لشهب، مريم أيت المداني، فدوى الوتار، فتح الله كرباشي.