مؤسسة الفقيه بسلا تحتضن ندوة حول”  إشكالية العمل السياسي  بين الأخلاق واستشراف المستقبل” .

مراسلون 24 – ع.عسول

استهل بوبكر الفقيه التطواني رئاسته لندوة  يوم الجمعة 26 ماي الجاري في محور  ” المرجعية القيمية البانية للتربية السياسية والثقافية” ؛ استهل الندوة بكلمة  باسم مؤسسة الفقيه التطواني عبر فيها عن كبير الاعتزاز  أن تحتضن المؤسسة تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس؛  حلقة من ضمن حلقات “سلا عاصمة المجتمع المدني المغربي لعام 2023″.

وهي رعاية ملكية موصولة لهيئات المجتمع المدني ؛ في مناسبات مختلفة بالعناية والرعاية وشجع مبادراتها الجادة كسلطة مضادة وقوة اقتراحية واعتبرها جلالته مدرسة نموذجية للديمقراطية والتضامن وتحرير طاقات الشباب الخلاقة في خدمة المجتمع والصالح العام.

وهي أيضا مناسبة سعيدة أغتنمها المتحدث باسم المؤسسة، للإشادة  بالتراكمات الإيجابية التي بلورتها منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار في شخص رئيسها الأستاذ المقتدر مصطفى الزباخ وجمعية أبي رقراق في شخص رئيسها الأستاذ والصديق العزيز العميد نور الدين اشماعو على مشاهد الوفاء الموصول لهذه المدينة التي وهب لها وقته وراحته وضمها إلى قلبه بروح وطنية صادقة.

منوها بسعة معارف وتواضع  المحاضر  محمد السنوسي ؛  وسيرته العلمية الحافلة في مجال التدريس والبحث والاستقراء؛  قبل أن يحيل الكلمة للعارض للحدبث حول موضوع ”  إشكالية العمل السياسي المغربي بين الأخلاق واستشراف المستقبل” .

وشدد السنوسي في مقاربته لهذا الموضوع الاشكالي على الإنطلاق من رصد المعوقات والقصور الذي يميز   العمل السياسي والحزبي من خلال مقاربة علمية ؛ و التساؤل حول مدى ارتباط المممارسة السياسية بالأخلاق والقدرة على الإستشراف .
حيث أبرز المتدخل على وجود فجوة بين  هذه المجالات ؛ وهي ظاهرة ليس مقصورة على المغرب بل تمتد للبلاد العربية وحتى بالعالم الغربي.
وتوقف السنوسي على بعض من تعريفات مفهوم السياسة المبسط ( كإجراءات وخطط وبرامج لتحقيق أهداف المجتمع على مستوى التنمية والعيش الكريم والحقوق..).
مؤكدا أن السياسة والأخلاق إذا اقترنا يتم تحقيق جملة من الأهداف التي تخدم الصالح العام وإذا ما افترقا أو تعارضا ( كما تطرح الميكيافيلية) فيتم خدمة المصالح الضيقة.

وسجل العارض أنه للأسف واقع الالتزام الأخلاقي الحقيقي يغيب عن عدد من الممارسات السياسية والحزبية ويبرز  استغلالها لتحقيق مآرب شخصية أو حزبية ضيقة تفسد نبل العمل السياسي ؛  دون السقوط في التعميم يؤكد السنوسي ( وهذا ما نراه في الحملات الانتخابية أو عند تشكيل مكاتب المجالس الجماعية حيث المفروض هو خدمة الشأن العام  بتجرد)..متحسرا على فترة الستينات والسبعينات حيث كان العمل السياسي مقرونا بمنظومة القيم ؛ قبل أن يستطرد بأن هذا ليس موقفا تشاؤميا.
وتوقف السنوسي على ملاحظة ثانية تطبع  المشهد السياسي تتمثل في العجز المسجل بخصوص الخيال السياسي بما هو خلق وابتكار وابداع يستشرف المستقبل ؛ ويمكن من تعبئة المجتمع .

وفي هذا السياق يأتي الدور الأساسي للمفكر والمثقف والجامعة والمدرسة والمجتمع المدني لخلق الدينامية لاستشراف المستقبل  والتخطيط المحكم لأهدافه ؛ دون السقوط في الوهم السياسي والاستيلاب ؛ خصوصا في زمن يتسيد فيه السوشيل ميديا والأخبار الزائفة ؛ يقول السنوسي.

الندوة تميزت أيضا بمناقشة عامة أكدت على أهمية المصداقية  في العمل السياسي وربطه بالتربية والأخلاق ؛ والرقابة المبنية على القانون؛ لمحاربة الفساد السياسي والإقتصادي؛ كما تحدتث عنها عدد من الخطب الملكية.

كما أبرزت مداخلات أخرى الدور المهم الذي يقوم به المجلس الأعلى للحسابات والقضاء الإداري ومؤسسات دستورية أخرى تعنى بتخليق الممارسة السياسية والإدارية ..