كلمة ابوبكر الفقيه التطواني في افتتاحه الندوة مع وزير العدل وهبي: ” نحن نريد من هذه الندوة الفكرية مناقشة الشأن العمومي بعقل منفتح”

مراسلون 24

الأستاذ عبد اللطيف وهبي وزير العدل، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة؛
الأستاذان الكريمان المشاركان في إثراء هذا اللقاء الفكري؛
الأستاذ عبد السلام طويل، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية؛
الأستاذ محمد عبد الوهاب رفيقي كاتب وباحث في الفكر الاسلامي؛
مرحبا بكما ومرحبا بالحضور الكريم كل واحدة وواحد باسمه وصفته؛
يسعدني بداية باسم مؤسسة الفقيه التطواني الذي أتشرف برئاستها، ونحن على مشارف عيد الفطر المبارك وفي العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وفي الليلة التي تعقب ليلة القدر أن أبارك لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله شهر الصيام ويوم العيد وللشعب المغربي داعيا الله عز وجل أن تسود بيننا نظرة المحبة ونظرة الإخاء ونظرة الاعتزاز ومحبة هذا الوطن، ومن كل هذه النظرات تستوي لنا النظرة إلى الحياة وإلى العالم.
ضيف المؤسسة، مرحبا بك مجددا، فالأستاذ وهبي وجه مألوف وصديق لهذه المؤسسة، ما تردد يوما في حضور جلساتها، كما لم يتردد في كل فرصة مواتية من أن يبادر بالرغبة في حضور إحدى حلقاتها.
اسمح لي الأستاذ وهبي، أن أشيد بهذه المبادرة التي كنت صاحبها والداعي إليها، واخترت لها عنوانا اعتبره مبادرة وخطوة مهمة نحو الإبداع “لن أحل ماحرم الله، ولن أحرم ما أحل الله” بين الدلالة الشرعية والتوظيف الإديولوجي”، فإنك بهذه المبادرة النوعية تساهم في إثراء النقاش العمومي وتحفيزه من خلال القراءة والتأويل والتفاعل.
نحن في حاجة اليوم إلى هذا النقاش وفي حاجة أن نملأ الساحة بمضمون ومعنى وبجرأة تؤهلنا الخروج من المألوفات والقوالب الجاهزة التي تعفينا من التفكير.
وكما يتساءل العديد من المفكرين المسلمين في عالمنا اليوم، حول واقع العالم الذي نعيشه مسجلين بكونه ليس من صناعتنا لا فلسفيا ولا معرفيا ولا تكنولوجيا، وعن واقع الإنتاج المعرفي الذي في نظرهم، انقطع منذ ستة قرون، فالحاجة تدعو إلى تفاعل عبقرية الإنسان مع المحيط وأن نتحول من حاملي علم فقط بل إلى منتجيه.
نعم، أنا أتساءل، ضمن العديد من الناس، حول مدى قيمة التدافع الفكري والقيمي والاجتماعي عموما حول قضايا الحقوق والحريات والحداثة ما لم يؤطرها الاستعمال العمومي للعقل الذي يشكل شرط وجود نقاش من هذا القبيل.
أعود إلى عنوان هذه الندوة التي توحي في المقطع الأول منها، إلى منطوق ملكي سامي تؤطره نصوص قرآنية قطعية فيما يشكل المقطع الثاني طابعا سجاليا، وليكن كذلك، نحن نريد من هذه الندوة الفكرية مناقشة الشيء العمومي بعقل منفتح، مستبعدين منذ البداية القول بكون قضايانا الكبرى محسومة حتى قبل أن نطرحها للتفكير.
الأستاذ عبد اللطيف وهبي، يطرح للنقاش بأسلوبه الخاص موضوعا مجتمعيا على قدر كبير من الأهمية، متحررا فيما يبدو من صفته الرسمية كوزير العدل كما جاء على لسانه خلال اللقاء الفكري الأخير، ولكن بصفاته النضالية والحقوقية والنقدية.