مراسلون 24 – عسول
تحدث عبدالله ساعف أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الإجتماعية؛ عن مميزات واضحة وسمت المشهد السياسي بالمغرب، أولها بروز أدوار قوية للدولة خصوصا في فترة مواجهة جائحة كوفيد 19 ،حيث ازدادت هيبتها ومشروعيتها وتجددت علاقاتها مع المجتمع؛ مقابل مشهد سياسي مشتت ومقسم والحدود بين فضاءاته غير واضحة وبين هذا القطب عن الآخر.؛ مع تسجيل إشكالية النقص في دينامية الفعل السياسي ..
وأضاف ساعف في ندوة نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب أمس الثلاثاء 11 أبريل بسلا تحت عنوان ” قراءة أكاديمية في الشمهد السياسي” ؛ أضاف ساعف أن تجليات قوة الدولة تظهر في المجال الأمني الذي أصبح أكثر فعالية في عدة مستويات وفي المجال الإجتماعي ( الورش الكبير للحماية الإجتماعية ) وأيضا في المجال الثقافي.
كما اعتبر ساعف أن هناك تراجعا في اهتمام الأحزاب بالأدبيات السياسية كما في السابق حيث كانت وثائق وأوراق المؤتمرات مثل الوثيقة السياسية والإيديولوحية والبرنامج الإنتخابي والورقة التنظيمية؛ كانت هذه الوثائق تستأثر بنقاش داخلي كبير .
متوقفا عند المشهد الإجتماعي الذي تميز بصعود الإحتجاجات على غلاء المعيشة والتضخم ؛ مما يتطلب في رأيه مزيدا من النقاش حول هذه الظاهرة؛ هذا في الوقت الذي قال فيه أنه ليس هناك انطباع بوجود أزمة اقتصادية؛ خصوصا مع وجود وفرة في الموارد ؛ سواء على مستوى المداخيل الفلاحية أو تحويلات الجالية ومداخيل الفوسفاط والمنتجات الصناعية وتسهيلات المؤسسات الدولية المانحة !.
وفي سياق قراءته للمشهد السياسي ؛ توقف ساعف أيضا على المخاطر الإقليمية الخارجية التي تحيط بالمغرب؛ التي وصل منسوبها لمستويات مقلقة أبرزها تنامي الموقف العدائي للجارة الشرقية وتهديدات البوليساريو ؛ وما تفرضه هذه الوضعية من تسلح وجاهزية ؛ إضافة للرفع من وثيرة تحركات الجهاز الديبلوماسي وتنويع التحالفات ، ومنها الإنخراط في اتفاقات ابراهام وتوسيع القدرة التفاوضية للمغرب..
يذكر أن ندوة مؤسسة الفقيه التطواني حول المشهد السياسي والتي أدار أشغالها رئيس المؤسسة ابو بكر الفقيه التطواني تميزت بمشاركة ثلة من الأكاديميين من بينهم أحمد عصيد الكاتب والفاعل الجمعوي؛ ذ.عبد الحميد بنخطاب استاذ العلوم السياسية و رئيس الجمعية المغربية للعلوم السياسية؛ و محمد بنهلال استاذ التعليم العالي.