.
مراسلون 24 – . عسول
نظمت الجمعية المغربية للمنظرين يوم السبت 26 نونبر 2022 بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط يوما دراسيا هاما تمحور حول موضوع “التحديات الظرفية والآنية للمهندسين عامة والمنظريين خاصة والدور الذي يمكن أن يلعبه المهندس المنظري في التنمية المحلية والمستدامة والحفاظ على المجالات الحضرية ومحيطها” .
وتميز هذا اليوم الدراسي بإلقاء مجموعة من المداخلات لأكاديميين مغاربة وأجانب استعرضوا فيها تجاربهم المختلفة في هذا الميدان ؛ كما تم تسليط الضوء على الأدوار الطلائعية التي قدمها ويقدمها معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة
سواء من حيث التأطير البيداغوجي والبحث العلمي في عدد من التخصصات للأطر الشابة المغربية وأيضا الأفريقية والعربية ومنها تخصص المهندس المنظري .
وفي كلمته الافتتاحية لليوم الدراسي ذكر رئيس الجمعية جمال الدين لبيب “ببعض الأنشطة التي راكمتها الجمعية بالرغم من الإكراهات التي فرضتها جائحة كورونا وتلك المتعلقة بالالتزامات المهنية للأعضاء ؛ لكن ذلك لم يمنع من مواصلة الجهد دفاعا عن حقوق المهندسين المنظريين والترافع عن مطالبهم و مستقبل مهنتهم بالإضافة للتداول في التحديات التي تواجهها وسبل الإرتقاء بها للمساهمة في تجويد وتحسين فضاء العيش والسكن للمواطنين “.
في هذا الإطار، ذَكر رئيس الجمعية بأن معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة ذو الإشعاع العالمي من حيث جودة التعليم والتكوين في مجال البحث العلمي، هو مقر للجمعية المغربية للمنظريين منذ سنة 1985. و بأن جُل المهندسين المنظريين الذين يشتغلون بالمملكة هم خريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة.
واعتبر الرئيس “أن تنظيم هذا اليوم الدراسي يَشْهَدُ على الاهتمام الخاص الذي يحظى به هذا الموضوع والجُهُودِ الدؤُوبَةِ التي نَبْذُلُهَا في هذا الإطار، بالطبع، بالتنسيق والمشاركة مع جميع الشركاء المتدخلين في مجال التخطيط والتهيئة الحضرية كل من السلطات والجماعات المحلية والمؤسسات المشرفة على التهيئة والتعمير وذلك من أجل تعزيز التنمية المستدامة لِمدُُنِ المملكة”.
وأضاف ذ.لبيب ” صحيح أن هذا اليوم يأتي في ظرفية خاصة يمر منها العالم، نذكر منها: جائحةCOVID والاحتباس الحرار ي وبما أن بلدنا الحبيب موجود في منطقة مناخية شبه جافة. يمكن أن نعتبر فترات الجفاف كنوع من خاصيات المغرب. فيجب علينا أن نأخذ هذا المعطى بعين الاعتبار وأن نستعمل الماء بحذر، راجين من الله عز وجل أن ينشر رحمته ويسقينا غيثا نافعا.فمن الواجب علينا نحن مهندسو المنظر ، التفكير في إستراتيجيات وإبراز تجاربنا وخبراتنا في هذا المجال” .
مسجلا ” أن موضوع البيئة والتنمية المستدامة حظي باهتمام خاص من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ومما جاء في الرسالة التي وجهها جلالته إلى المشاركين في المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء البيئة يوم الأربعاء 02 أكتوبر2019 :” لقد أَضْحَتْ إشكاليات البيئة والتنمية المستدامة أحد الرهانات الكبرى التي تواجه العالم، بحيث أظهرت العديد من الدراسات والأبحاث الدولية، استنز افا غير مسبوق للثروات الطبيعية، وارتفاعا مهولا في نسبة التلوث، واختلالا عميقا للتوازن البيئي على الصعيد العالمي، مع ما يترتب على هذه الوضعية المقلقة، بل والخطيرة، التييعيشها كوكبنا اليوم، من آثار سلبية واضحة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية،وكذا الصحية. وهو ما ينذر بحتمية المخاطر المحدقة بكل بلدان المعمور، خاصة الهشة منها “.
أيضا أكد المتحدث ” أن تنظيم هذا اللقاء المهم يهدف إلى تحسيس وإخبار العموم بالدور الذي تلعبه الجمعية المغربية للمنظريين (AMAP) التي راسلت الوزارة المكلفة لإحداث هيئة مهنية للمهندسين المنظريين، كما تشتغل حاليا على تنظيم يوم المهندس المنظري للإحتفال به وتكريمه سنويا نظرا للدور الفعال الذي يقوم به في مجتمعنا. وإلى جانب هذا، ستقوم الجمعية بإعداد برامج وحملات تحسيسية من شأنها إدراك أهمية *المنظر * والدور الذي يلعبه المهندس المنظري في عدة مجالات من بينها تصميم المساحات الخضراء العمومية كيفما كان نوعها وتزويدها بالمعدات اللازمة من ألعاب للأطفال وملاعب وتجهيزات رياضية، تصميم الحدائق الخاصة وشبه الخاصة ، المساهمة في إعداد التصاميم العمرانية من أجل توفير وسائل الراحة والترفيه ، تهيئة الكورنيشات الساحلية، تهيئة الشوارع والأزقة، تصميم الملاعب والمركبات الرياضية، تصميم الغابات الحضرية وشبه الحضرية، القيام بالدراسات المتعلقة بالبيئة، القيام بدراسات تثمين الموروث الثقافي تاريخيا كان أم طبيعي ..”
وقدم المتدخل في نهاية كلمته الافتتاحية ” الشكر الخاص للأستاذ عبد العزيز الحرايقي مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، الذي أتاح الفرصة بانعقاد هذا اللقاء بمقر هذه المؤسسة العريقة . كما شكر جميع المتدخلين والحاضرين على المشاركة في مناقشة إشكالية “المنظر” وإطار المهندس المنظري في مواجهة التحديات والرهانات الجديدة للتهيئة العمرانية وإعداد التراب. والشكر أيضا لجميع المستشهرين لهذا اليوم الدراسي وكذا كل من ساهم من قريب أو بعيد إلى خروجه في حيز الوجود ” ..
من جهته تطرق الأستاذ حسن بنحليمة
في مداخلة مطولة؛ بمناسبة تكريمه في اليوم الدراسي بصفته أحد أعمدة هذه الشعبة العلمية ” عن أهمية دور المهندس المنظري في الحفاظ على المشاهد والمناظر المتنوعة والمتفردة التي يزخر بها المغرب طبيعية كانت أو موروثا ثقافيا وحضاريا أوثراثا ماديا ولامادي ؛ مسلطا الضوء بدوره على ماحققه المعهد من تراكمات و نجاحات في هذا المجال وبالخصوص الأب الروحي للتخصص المرحوم سي عبدالله البقالي أول مدير للمعهد الذي استطاع بذكائه ونظرته المستقبلية أن يستحضر أهمية هذا التخصص العلمي ويضع اللبنات الأساسية لإرسائه وتطويره “..
بدوره تقدم د. محمد الشيخاوي مدير البحث العلمي وتكوين الدكتوراه بكلمة باسم مدير المعهد ” عبر فيها عن تمنياته بنجاح اليوم الدراسي وبأهمية القامات الأكاديمية المشاركة والمساهمات والمواضيع العلمية المطروحة واسترجع فيها بدروه أفضال المرحوم سي البقالي أول مدير للمعهد الذي أرسى اللبنات الأولى للتأطير العلمي في مجالي الزراعة والبيطرة وعدد من التخصصات الهندسية المرتبطة بهما ؛ متوقفا على حصيلة المتخرجين من المعهد في تخصص المهندس المنظري والذي يعدون بالمئات ؛ الذي غطوا حاجيات عدد من عمالات ومدن المملكة …”
و تميز اليوم الدراسي بمداخلة هامة ألقتها الدكتورة الفرنسية ابنة مدينة طنجة
Mauguelonne dejeant pons
المتخصصة في القانون ؛ والتي سلطت الضوء على اتفاقية المجلس الأوروبي المتعلقة بالمنظر والتي شكلت آلية دولية للحفاظ على المنظر بكل تجلياته الترابية والمائية والبحرية..
متوقفة على المراحل التي قطعتها كباحثة قانونية للترافع عن هذا المجال الهام إلى غاية المصادقة على هذه الاتفاقية الملزمة ل40 دولة أوروبية ؛والتي جعلت من العناية بمجال المنظر وتحسين الفضاء العام وتجويد الوسط المعيش ؛ مسألة قارة في السياسات العمومية ولذى السلطات الترابية..عبر وضع ميزانية خاصة لتنزيلها؛ وبرمجة أنشطة تحسيسية وتربوية تعلي من شأن وحيوية البيئة وحماية المجال الطببعي والحضاري ؛ وعقد الندوات وتثمين الموروث المادي واللامادي ؛إضافية لآلية للتتبع والتقييم …
وشهدت فعاليات اليوم الدراسي مساهمات علمية مختلفة ؛ منها المداخلة المشتركة القيمة للأستاذين مولاي الشريف حروني ونورالدين بنعودة التلمساني في موضوع ” تكوين المنظريين بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة ..أي بروفيل لمواجهة تحديات التهيئة المستدامة؟” .
كما تطرق الاستاذ عبدالغني الوالي لموضوع ” أدوار المنظري في مسار تهيئة الفضاءات العمومية”.وتناول الاستاذ العياشي السحار التدبير الايكولوجي للمناظر الحضرية “.
فيما تحدث د.محمد أمزيان عن ” تدبير وصيانة الفضاءات المنظرية الحضرية “..
أما د.خالد ارسلان فقارب موضوع” نحو مقارية ايوكولوجية لتهيئة الفضاء الحضري”. وتطرق الأستاذ تليمساني نيابة عن دة.عائشة مويسات في موضوع” المقاومة البيوميكانيكية ضد تعرية المنحدرات الطرقية ” .
وخلصت مناقشة هذه المداخلات الثرية بإصدار عدد من التوصيات التي تهدف إلى ثتمين وتجويد تخصص المهندس المنظري في مواجهة التحديات الظرفية ؛ وعلى رأسها الأخذ بعين الإعتبار لشح التساقطات المطرية بالمغرب وأثره على النبات و التربة مما يحتم البحث عن حلول لترشيد استهلاك الماء ؛و باختيار أغراس قادرة على التكيف المناخي؛ ووضع قائمة بالنباتات المتوطنة التي ينفرد المغرب باحتضانها؛ إحصاء المنابت وجرد منتجاتها ؛وضع كتيبات حول المعايير المنظرية في التهيئة الحضرية ؛ إحداث يوم خاص بالمنظري والمنظر ؛ خلق حدائق ومناطق خضراء تحمل الخصوصية المغربية؛ تنظيم قوافل تحسيسية حول مجال المنظر وأهميته ؛ المساهمة في البرامج التعليمية الخاصة ب(المنظر) بالمؤسسات والمعاهد واستقبال الطلبة المتدربين في هذا المجال ..