مراسلون 24 – ع.ع
احتضن مركز التنشيط الفني و الثقافي تابريكت بمدينة سلا، الخميس الماضي؛ العرض ما قبل الأول للملحمة المسرحية الموسيقية ” الملحون المغربي ، ديوان الهوية والقضايا الوطنية” ، وهو عمل ضم أكثر من ثلاثين من الفنانين ، من توقيع الفنان الباحث في التراث عبد المجيد فنيش ، الذي انخرط منذ حوالي أربعين سنة في تجربة مسرحة الملحون.
وقد تميز هذا العمل الذي تم انتاجه بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ، بالتنقيب في أسرار الشعر الملحون التي تناولت منذ أكثر من أربعة قرون خصوصية الثقافة المغربية في كل مظاهرها.
وتوقف العمل عند محاور أساسية ، منها تأسيس الدولة المغربية مع دولة الأدارسة ، مرورا بدول المرابطون ، الموحدين ، السعديين ، و وصولا عند دولة العلويين.
كما طرح العمل الشيق تمثيلا وإنشادا ، مفاهيم البيعة والتلاحم في الحضارة المغربية بمكوناتها كاملة.
وقد استمتع الجمهور الذي حضر العرض- في غياب ممثلي الموسسات العمومية و المجالس المنتخبة- بلوحات مثيرة تضمنت المعلومة التاريخية الى جانب الفرجة البصرية طيلة العرض الذي دام حوالي الساعتين وبإيقاع غابت معه جل دوافع الرتابة التي غالبا ما تطبع بعض الأعمال الفنية التي تستمد مادتها من التاريخ.
وبهذا العمل يكون عبد المجيد فنيش قد أنجز ما يفوق عشرين من الفرجات المستلهمة من الملحون ، حتى أضحى هو الرقم الأول مغربيا في الإشتغال على التراث الأدبي والفني.
وأعرب فنيش في تصريح للجريدة “بأنه يأمل ألا يذهب هذا المجهود سدى، وأنه يرجو أن تبادر الجهات المسؤولة عن الثقافة في المغرب على توفير شروط ترويج هذا العمل داخل المغرب وخارجه، من أجل الإسهام الميداني في التعريف بتراثنا الذي تمارس عليه الآن بعض الجهات عمليات سرقة خطيرة” .