بقلم : كوثر . ك
بينما النيران تحاصر أهالينا في الشمال مهددة حياتهم وبيوتهم ومصادر رزقهم، تحرك رئيس الحكومة بسرعة لكن في الاتجاه المعاكس للخريطة والنيران حاطا الرحال بجنوب المغرب، وبالضبط مدينة أكادير، حتى لا يضيع على نفسه فرصة “النشاط” ضمن فعاليات اليوم الأول من مهرجان “تيميتار” الفني.
النيران مشتعلة في الشمال…والفرح والرقص في الجنوب…ورئيس الحكومة اختار بينهما ما يناسبه.
حتى في الثقافة الشعبية البسيطة عند المغاربة، يستحيل الجهر بالفرح بين الناس إذا حط القرح في بيوت غيرهم، فبالأحرى رئيس حكومة وفاجعة نجم عنها خوف وهلع وإجلاء بيوت!
رسالة رئيس الحكومة “التاجر”، في اعتقادي، كانت ردا بالأساس على الحملة التي تستهدفه هذه الأيام، مطالبة إياه بالرحيل…فحضوره مهرجانا فنيا رسالة من تحت الماء ورد على “هاشتاغ ارحل”..”زعما راني ما عاقلش عليكم”!!!، لكنه أخطأ التوقيت للأسف ووضع نفسه في مكانه الحقيقي في علاقته بالمغاربة… “نشاط” مسؤول في الوقت الذي يحترق فيه جزء من تراب البلاد استفزاز وقلة حياء قل نظيره، تبين أن علاقته بالشعب أبعد مما وصل إليه “التيليسكوب جيمس ويب”..وأنه ليس سوى “تاجر” استعصى عليه الخروج من جبته مهما تظاهر بذلك.
ثنائية السياسة والجشع الاقتصادي لا تؤدي، في مختلف الأنظمة، إلا إلى تراكم الثروات في أيدي قلة قليلة من المتنفذين الجشعين. هذه الثروات المكدسة لا يتم استخدامها في غالبيتها الساحقة لدفع أي عملية تنموية في البلاد…السياسي التاجر لا “يحكم” إلا ليحمي تجارته ومصالحه…ثم يمضي ليرقص!