هشام العصادي
انضاف جمال سحر المدينة العتيقة بسلا إلى سحر مُبادرة الجداريات وكل ما من شأنه أن يضفي على المدينة العتيقة بهجتها ورونقها، ورغم ضعف الإمكانيات وشُحِّها إلاّ أنّ أسرة دار رحمون للفنون التشكيلية رفقة مجموعة من الفنانين التشكيليين آبت إلاّ أن تنزل لأزقة المدينة بكل ثقلها وتترك بصمتها على بعض الجنبات بالقرب من شارع عتيد بمدينة سلا يُشهد له بعراقته وسط أزقة المدينة العتيقة .
تزينت جدران المكان بالمدينة العتيقة لسلا ، بجداريات ورسومات بأشكال متنوعة تتناسق مع طبيعة المكان، حيث بدأت الفكرة من ورشة دار رحمون ، ليلتحق بهم شباب وأطفال الحي يخطون جميعا بأياديهم جداريات تحت أنظار المارة.
“فن المدينة ” مبادرة للزوجين خالد ومونية رحمون فنٌّ متميّز أرادوا من خلاله أن يكون قريبا من الناس. فنّ لا يبقى منحصرا في لوحات جافة معلقة على حائط ، أو بعيدا بهوامش المدينة، فكرة تنقل فن ” الجرافتي” و ” كاليجرافيتي ” إلى حياة الناس في الأزقة الضيقة والشعبية، وجدران المنازل العتيقة وبالتالي تقريب الفن من الجميع ، و تغيير تلك النظرة السلبية التي يروجها البعض على الأحياء الشعبية، فضلاً على كما المساهمة في بناء جيل من الشباب والأطفال المحبين للفن ولديهم حسّ جمالي، ويرتقي بطموحاتهم وواقعهم في حياتهم .
أشكال يختلط فيها الإبداع بالأصالة والثقافة، يسعى الزوجين لتعميمها على أحياء أخرى في المدينة، وبالتالي إغتنام الفرصة لتعليم الرسم لأطفال الأحياء.
مبادرة دار رحمون لقيت تجاوباً و تفاعلاً و استحسانا كبيرا من سكان الحي ، الذين انخرطوا في العمل والرسم مما خلق جوا اجتماعيا رائعا داخل زقاق الحي.
مع الأسف يبقى هذا النوع من المبادرات رهين وحبيس المبادرات الفردية دون أي دعم مادي من أي جهة سواء كانت رسمية أوغير رسمية، فكل المواد والأدوات التي تستعمل هي من المال الخاص، علما أن نوعية الصباغة التي تستعمل باهضىة الثمن، وخصوصا كون الجدران غير متماسكة وتحتوي على شقوق وتصدعات