ولي العهد يستعد لتولي مهامه المستقبلية.. 6 ملامح من برنامج تكويني أمريكي

مراسلون 24 – متابعات

بعد تخرجه من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P)، شرع ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وفق ما تداولته منابر إعلامية وطنية، في برنامج تكويني مكثف واستراتيجي يمتد لعام كامل، يُعدّ من أبرز المحطات في مساره الأكاديمي والقيادي.
رؤية ملكية لإعداد قيادي استثنائي

يرتكز البرنامج على مقاربة ملكية متكاملة تسعى لإعداد الأمير لمهامه المستقبلية، من خلال تنمية الكفاءة، استيعاب تعقيدات الاقتصاد والسياسة الدولية، والتخطيط بعيد المدى.

هذا التكوين لا يقتصر على الجانب الأكاديمي فقط، بل يشمل كذلك خبرات ميدانية واقعية، تُستلهم من النموذج الأمريكي في إعداد القيادات الشابة، وهو نموذج عالمي يُعتمد عليه لتخريج قادة بمواصفات استراتيجية وإنسانية عالية.

التوفيق يشرعن الربا
إشراف رفيع المستوى
يشرف على هذا البرنامج شخصيتان بارزتان في المشهد الاقتصادي المغربي:

مصطفى التراب، المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، الحاصل على دكتوراه من معهد MIT الأمريكي.

كريم العيناوي، رئيس مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد (PCNS)، ذو خبرة واسعة في مؤسسات دولية مثل البنك الدولي وبنك المغرب.

النموذج الأمريكي في تكوين القيادات: الملامح الكبرى
يرتكز البرنامج التكويني الذي يخضع له ولي العهد الأمير مولاي الحسن على مكونات أساسية مستلهمة من النموذج الأمريكي الحديث لتأهيل القيادات الشابة.

ويشمل هذا النموذج محاور متعددة تتكامل فيما بينها لإعداد قادة ذوي كفاءة عالية واستعداد لمواجهة تحديات المستقبل.

🔹 التعليم التجريبي والميداني
يركز هذا المحور على دمج المتدربين في مشاريع واقعية، بما يتيح لهم التعلم من خلال التجربة المباشرة.

كما يتم تدريبهم على محاكاة الأزمات واتخاذ القرارات ضمن بيئات غير مستقرة، ما يعزز مهاراتهم في التعامل مع الحالات الطارئة والمعقدة.

🔹 الانفتاح والتنوع الثقافي
يتضمن البرنامج مبادرات للتبادل الدولي تهدف إلى تعزيز التفاعل الحضاري والانفتاح على الثقافات المختلفة.

كما يتم التركيز على تطوير مهارات التواصل والدبلوماسية العامة، بما يؤهل القادة الشباب للتموقع الفعّال في الساحات العالمية.

🔹 القيادة الأخلاقية والمجتمعية
يتم في هذا الجانب ترسيخ قيم العدالة والمواطنة والتنمية المستدامة، من خلال تدريب المشاركين على القيادة المسؤولة وخدمة المجتمع.

ويُعتبر هذا البُعد الأخلاقي أحد الأعمدة الأساسية في تكوين القيادات المستقبلية.

🔹 تطوير الذات والذكاء العاطفي
يولي البرنامج أهمية كبيرة لتنمية مهارات الوعي الذاتي والتواصل الفعّال. ويشمل ذلك التدريب على الإلقاء المؤثر، التحكم في لغة الجسد، وتعزيز الذكاء العاطفي، باعتباره مفتاحاً للفهم العميق للعلاقات الإنسانية والمهنية.

🔹 دعم الابتكار وريادة الأعمال
يسعى هذا المحور إلى تحفيز التفكير الابتكاري من خلال تصميم حلول واقعية للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية.

ويتم الاعتماد على أدوات التفكير التصميمي وريادة الأعمال الاجتماعية لتعزيز الحس الإبداعي وروح المبادرة لدى المتدربين.

🔹 بناء شبكات القادة الشباب

يُشجع البرنامج على الانخراط في منصات عالمية مثل منتدى القادة الشباب (YGL) التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي، مما يفتح آفاقًا واسعة للتعلم من تجارب شخصيات قيادية مؤثرة مثل مارك زوكربيرغ وجاسيندا أرديرن، ويُرسّخ مفاهيم القيادة العالمية والفعالة.

🧩 تكوين شامل يؤسس لمستقبل قيادي
ويعكس هذا التكوين الاستراتيجي حرص المؤسسة الملكية على إعداد ولي العهد مولاي الحسن لاضطلاع مستقبلي بمسؤولياته الوطنية والدولية، وفق رؤية متوازنة تجمع بين العمق الأكاديمي والانخراط العملي في شؤون الدولة، مع الحفاظ على نهج الاستمرارية في مسار الحكم.